بشراكَ باليمن عليك وَفدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بشراكَ باليمن عليك وَفدا | من هذه الأفراح ما تجدّدا |
مسرّة ٌ قد خصّك الله بها | تملأُ قلبَ الكاشحينَ كمدا |
وفرحة ٌ أقبل يدعو بِشرُها | يا معشر الحسّادِ موتوا حسدا |
صفت لآل المصطفى برغمكم | نطافُ هذا البِشر تحلو موردا |
بها احتلوا وجهَ السرور أبيضاً | فاستقبلوا وجه النحوس أسودا |
يا سَعد ما أبهجها مسرَّة ً | أُمُّ السرور مثلها لن تلدا |
سرَّ بها الدهرُ بني العليا فلم | يدع لهم قلباً عليه موِجدا |
إذ بختان فرقدي سمائِها | لعترة المجد السرورَ خَلّدا |
عبد الكريم وسليمانهم الـ | ـذين طابا في العلاءِ مولدا |
وغير بدعٍ أن يطيب مولداً | مَن جدّه أزكى الأنام مَحتِدا |
ذلك أعلا الماجدين همّة ً | مولى َ ببرد الشرف المحض ارتدى |
ما خلّة ٌ صالحة ٌ إلاّ بها | رأى الأنامُ صالحاً محمّدا |
فيه لجبّار السما عناية ٌ | أضحى بها بين الورى مؤيدا |
تَسمى خطوط راحه أسرَّة َ | لأنها نقوشُ أسرار الندى |
من دوحة ٍ مثمرة ٍ قدماً على | أُولى الزمان كرماً وسؤددا |
دوحة ُ مجدٍ بسقت فروعها | بحيثُ لا تلقى النجومُ مصعدا |
نَمت غصونَ كرمٍ ما برحت | بظلّها تقيل طلابُ الجِدا |
حسبك منها شاهداً بمجدها | أن نمت الهادي فرعاً أمجدا |
ذاك الذي أبت سماءُ جودِهِ | أن تُمطر الوفادَ إلاّ عَسجدا |
ذاك الذي أبت صفايا خلقه | إلاّ بأن تَعذُبَ حتّى للعدى |
ذاك الذي أبت مزايا فخرهِ | إلاَّ بأن تفوق حتّى الفرقدا |
مهذَّبٌ يبصر في أعطافِه | شمائلَ المهديِّ مصباحِ الهدى |
شمائلاً بين الورى أطيبَ من | أنفاس روضٍ بلّه طلُّ الندى |
أورثه كمالَه وهديَه | وفخرَه ومجدَه الموطّدا |
وعنه قد ناب بمكرُماته | يعمرُ فيها بيته المشيّدا |
كالشمس أن تغرب بدا البدر ابنُها | بنورها بأُفقها متّقدا |
فهو لعمري والحسين بعده | أسمح أبناء ذوي الجودِ يدا |
هما هلالا الجود مصباحا النهى | كلاَّ عليه يجد الساري هُدى |
فريدتا مجدٍ على جيد العُلى | زانا بهاءاً عِقدَها المنضَّدا |
يا آل بيت المصطفى من قد غدوا | مأوى الضيوفَ مُتِهماً ومنجدا |
ومَن على معروفهم تعاقبت | بنو الرجاءِ مصدراً وموردا |
لتهنكم فرحة ُ هادي عزِّكم | بما له من ذا الهنا قد جدَّدا |
وليهنَ ما غنى الحَمامُ هو في | ختان بدريه ويبهج أبدا |
فطائر الأفراح يا سعد به | أرِّخ أجدّ زاهياً مغرّدا |