كم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا | مآن في جربها أن تلبس الرهجا |
وكم قنا الخط كفُّ المطلِ تفطمُها | مآن ترضع الأحشاء والمهجا |
وكم تعلل بيض الهند معمدة | عَن الضراب ولمّا تعترق وَدَجا |
ياناهجاً في السرى قفراء موحشة | ما كان جانبها المرهوب منتهجا |
صديان يقطع عرضَ البيد مقتعداً | غوارب العيس لم يقعد بهنَّ وجا |
خذ من لِساني شكوى غَير خائبة ٍ | من ضيق ما نحن فيه تضمن الفرجا |
تستنهض الحجة َ المهدي من خَتمَ | الله العظيم به آباءَه الحجبا |
لم يستتر تحت ليل الريب صبح هدى | إلاّ وللخلق منه كان منبلجا |
من نبعة ٍ تثمر المعروفَ مورقة ٍ | في طينة المجد ساري عِرقها وشجا |
المورد الخيل شقراً ثم يصدرها | دهماً عليها إهاب النقع قد نسجا |
والضارب الهام يوم الروع مجتهداً | في الله ليس يرى في ضربِها حَرجا |
من كل شيخ نُهى نجدٍ وكهل حِجى | |
الفارجين مَضيق الكرب إن نُدبوا | والكاشفين ظلام الخطب حين دجى |
إن ضللتهم سماء النقع يوم وغى | كانت وجوههم في لَيلها سُرجا |
يا مدرك الثار كم يَطوي الزمان على | إمكان إدراكه الأعوام والحججا |
لا نومَ حتى تعيدَ الشمَّ عزمتكم | قاعاً بها أمتاً ولا عوجا |
في موقفٍ يخلطُ السبع البحارَ معاً | بمثلها من نجيع قد طغت لُججا |
من عُصبة ٍ ولجت يوم الطفوف على | هِزبركم غاب عزٍّ قطّ ما وُلِجا |
ظنت بما اقترحت عليه | |
يوم تجهم وجه الموت فيه وقد | لاَقى ابن فاطمة ٍ جذلانَ مبتهجا |
في فتية ٍ كسيوف الهندِ قد فتحوا | من مُغلق الحرب في سمر القنا الرُّبحا |
وأضرموها على الأعداء ساعرة | ثم اصطلوا دونه من جمرها الوهجا |
ضراغم إن دعا داعي الكفاح بهم | نزى من الرعب قلب الموت واختلجا |
ما فُوخِروا في الوغى إلاّ قضت لهم | عمارها أنهم كانوا لها ثبجا |
من كل أغلبَ في الهيجاء صعدتُه | ترى تمائمها الأكبادَ والمُهجا |
أشمُّ ينشقُ أرواح المنونِ إذا | تفاوحت بين أطراف القنا أرجا |
أو أصحرته لدى روع حفيظته | فقلب كل هزير لم يكن ثلجا |
بيض الوجوه قضوا والخيلُ ضاربة ٌ | رواق ليل من النقع المثار سجا |
وُغودرت في شعاب الطف نسوَتُهم | يَجهشنَ وجداً متى طفلٌ لها نشجا |
من كلّ صادية الأحشاء ناهلة ٍ | من دمعها والشجى في صدورها اعتلجا |
تدعو فيخرج دفاع الزفير حشى | صدورِها ويردّ الكظم ما خرجا |
لا صبر يالآل فهر وابن فاطمة | يُمسي وكان أمانَ الناس مُنزعجا |
مقلقلاً ضاقت الأرض الفضاءُ به | حتى على لفح نيران الظما درجا |
قد قضى بفؤاد حر غلته | لو قلب الصخر يوماً فوقه نضجا |
ألله أكبر آل الله مشربهم | بين الورى بذعاف الموت قد مزجا |
مروعون وهم أن المروع غدا | وسِع الفضاء عليهم ضيِّقاً حرجا |
قد ضرج السيف منهم كل ذي نسك | بغير ذكر إله العرش مالهجا |
فغودرت في الثَّرى صرغى جسومهم | وفي نفوسهم لله قد عرجا |