عثر الدهر ويرجو أن يقلا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عثر الدهر ويرجو أن يقلا | تربت كفك من راج محالا |
اي عذر لك في عاصفة | نسفتَ من لكَ قد كانوا الجبالا |
فتراجع وتنصّلِ ندماً | أو تخادع واطلبِ المكرَ احتيالا |
أنزوعاً بعد ما جئت بها | تنزع الاكباد بالوجد اشتعالا |
قتلت عُذرك إذ أنزلَتها | بالذرى من هاشم تدعو نِزالا |
فرّغِ الكفَّ فلا أدرى لِمن | في جفير الغدر تستبقي النبالا |
نِلتَ ما نِلتَ فدع كلَّ الورى | عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا |
إنما أطلقت غرباً من ردى | فيه الحقت بيمناك الشمالا |
قد تراجعت وعندى شَرَعٌ | شيما تلبسها حالا فحالا |
وتجملت ولكن هذه | سَلبت وجهكَ لو تدرى الجمالا |
لا أقالتني المقادير إذا | كنت ممن لك بادهر أقالا |
أزلالَ العفوِ تبغي وعلى | أهل حوض الله حرمت الزلالا |
المطاعين إذا شبت وغى | والمطاعيمُ إذا هبَّت شِمالا |
والمحامين على أحسابهم | جهد ما تحمي المغاوير الحجالا |
أُسرة ُ الهيجاءِ أتراب الضُبا | حلفاء السمر سحباً واعتقالا |
فهم الأطواد حلماً وحجى | والضُبا والأُسد غرباً وصيالا |
ولهم كل طموح لا يرى | خد جبار الوغى غلا نعالا |
إن دُعوا خفّوا إلى داعي الوغى | وإذا النادي احتبى كانوا ثِقالا |
أهزل الأعمار منهم قولهم | كلما جد الوغى : زيدي هزالا |
كل وطاء على شوك القنا | إثر مشاء على الجمر اختيالا |
وقفوا والموت في قارعة | لو بها أرسى ثهلان لمالا |
فأبوا إلا اتصالاً بالضُبا | وَعن الضيم من الروح انفصالا |
أرخصوها للعوالي مهجاً | قد شرها منهم الله فغالى |
نَسيت نفسيَ جسمي أو فلا | ذكرت إلاّ عن الدنيا ارتحالا |
حين تنسى أوجهاً من هاشم | ضمّها التربُ هلالاً فهلالا |
افتديهم وبمن ذا أفتدي | أمن لهلاك الورى كانوا الثمالا |
عجباً من رجلها ماقطعت | في طريق المجد من نعل قبالا |
وترت من كم على جمر الوغى | ألقت الأخمُص رجلاها صِيالا |
عترَة ُ الوحى غدت في قتلها | حُرماتُ الله في الطفّ حلالا |
قُتلت صبراً على مشرعة ٍ | وجدت فيها الردى أصفى سجالا |
يومى لت آل حرب لا شفت | حقدَها إن تركت لله آلا |
يا حشا الدين ويا قلبَ الهدى | كابدا ما عشما داء عضالا |
تلك أبناء علي غودرت | بدماها القومُ تستشفي ضَلالا |
نسيت أبناء قهر وترها | أم على ماذا أحالته اتكالا |
فَمن الحاملُ عنّي آية ً | لهم لو هزت الطود لزالا |
ايها الراغب في تغليسة | بامون قط لم تشك الكلالا |
إقتعدها وأقم من صدرها | حيث وفد البيت يلقون الرحالا |
واحتقبها من لساني نفثة | ضرماً حوَّلها الغيظُ مقالا |
وإذا أندية ُ الحيِّ بدت | تُشعرُ الهيبة َ حشداً واحتفالا |
قِف على البطحاء واهتُف ببني | شيبة الحمدِ وقل قوموا عِجالا |
كم رضاع الضيم لا شب لكم | ناشىء ٌ أو تجعلوا الموتَ فِصالا |
كم وقوفُ الخيل لا كم نسِيت | علكَها اللجمِ ومجراها رِعالا |
كم فرار البيض في الغمد أما | آن أن تهز للضرب انسلالا |
كم تمنّون العوالي بالطُلى | أقتل الأدواء مازاد مطالا |
فهلمّوا بالمَذاكي شُزبا | والضبا بيضاً وبالسمر طوالا |
حلَّ ما لا تبرُك الإبلُ على | مثله يوماً ولو زِيدت عِقالا |
طحنت أباءُ حربٍ هامَكم | برحى حربٍ لها كانوا الثفالا |
وطأوا آنافكم في كربلا | وطأة طكت على السهل الجبالا |
قوِّموها أسلاً خَطيّة | كقدود الغيد ليناً واعتدالا |
واخطبوا طعناً بها عن ألسن | طالما أنشأت الموتَ ارتجالا |
وانتضوها قُضباً هنديَّة ً | بسوى الهاماتِ لا ترضى الصقالا |
ومكانَ الحدِّ منها ركِّبوا | عزمكم ان خفتموا منها الكلالا |
واعقدوه عارضاً من عثير | بالدم المهراق منحلّ العَزالى |
وابعثوها مثلَ ذؤبان الغضا | لا ترى إلا على الهام مجالا |
وإلى الطف بها حرى فلا | برد أو تنسف هاتيك التلالا |
بطراد تلدم الطف به | للأُلى منكم قضوا فيه قتالا |
وطعان يمطر السمر دماً | فوقها حيث دم لاشراف سالا |
كم لكم من صِبية ٍ ما أُبدلت | ثم من حاضنة إلا رمالا |
سل بحِجر الحرب ماذا رضعت | فثديُّ الحربِ قد كنَّ نصالا |
رضعت من دمِها الموت فيا | لرضاع عاد بالرغم فصالا |
ونواع برزت من خدرها | تلزم الأيدي أكباداً وجالا |
كم على النعي لها من حنَّة ٍ | كحنين النيبِ فارقن الفصالا |
كبنات الدوح تبكي شجوَها | وغوادي الدمع تنهلّ انهلالا |