ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل | ولم يك في الغبراء منك زلازلُ |
وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا | وعزمك عن قرع المقادير ناكل |
إذا كنت ممّن يأنف الضيمَ فاعتصم | بعزم له قلب الحوادث ذاهل |
وليس يزيل الضيم غلا أباته | ويرحضُ عار الذل إلاّ المُناضل |
رم العز في الخضراء بين نجومها | وكن ثاقباً فيها وهن أوافل |
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت | أنيسَ المواضي فهي منك أواهل |
أما لك في سم العرانين إسوة | فتسلك ما سنته منها الأفاضل |
بيوت علاهم في الحوادث ان دهت | قناٍ وضباً مشحزذة وقنابل |
هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ | أُميّة َ لما آزرتها القبائل |
وأجروا بأرض الغاضريّة أبحراً | من الدم لم تبصر لهن سواحل |
بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه | أواخره مرهوبة ٌ والأوائل |
مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ | وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل |
غذا غيمت بالنقع شمت بوارقاً | لهم غربُها بالموت والدمّ هاطل |
وللضاريات الساغبات برزقها | قناهم بمستن النزال كوافل |
وفي اكبد الأبطال تغرس سمرهم | ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل |
لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها | فعزُّهم بَين السماكين نازل |
ولم يُرَ يومَ الطف أصبرَ منهم | غداة بها للموت طافت جحافل |
وما برحت تلقى القنا بصدورها | غلى أن ترت من دماها العواسل |
بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ | هوت أفلا بالطعن وهي كوامل |
ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا | فريداً عن الدين الحنيف يقاتل |
على سابحٍ لم تعتلق بغُباره | إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل |
عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها | على حمله الغبرا، له المُهر حامل |
همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى | تعود أعاليهن وهي أسافل |
نضى لقراع الشوس عضباً مهنداً | تميلُ المنايا أينما هو مائل |
وغادرهم في غربه جُثّماً على | الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل |
وما زال يرديهم إلى أن قضى على | ظماً والمواضي من دماه نواهل |
قضى بعد ماأعطى المهند حقه | ولا جسم غلا وهو للروح ثاكل |
وخلف عدنناً كأفراخ طائر | تحوم عليها كلَّ حين أجادل |
وبلطف من عليا نزار عقائلاً | أسارى ومن أجفانها الدمع هامل |
بلا كافل نطوي المهامه في السرى | وأنى لها بعد ابن أحمد كافل |
أُميَّة هبيّ من كرى الشرك وانظري | فهل أسرت للأنبياء عفائل |
فما للنساء المحصنات وللسى | تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هَوازِل |
وما لبنيات الرسول وللظما | بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل |
فتحسب رقراق السحاب بموره | نطاقاً ومنها الماء في الأرض سائل |
فتجهش من حرّ الضماء بركبكم | ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل |
ألا يالحاك الله فارتقبي وغى | يثور بها من غالب الغلب باسل |
هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى | من الثار فليهمل لك الثار هامل |
طلوب فلو في مهجة الموت وتره | لشقّ إليه الصدرَ والموت ناكل |
ينال بحد السيف ماهو طالب | وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل |
شَروب بماضي الشفرتين دَم العِدى | وأجسامَهم بالسمهريّة آكل |
أملتهم الكونينِ في فم عزمه | حنانيك مافي ذمنا الدهر طائل |
متى يارعاك الله طال انتظارنا | تقيم عماد الدين إذ هو مائل |
وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ | تغولكم شرقاً وغرباً غوائل |
وتَصبحُ فيكم روضة ُ الدين غضّة ً | وتزهر منكم للأنام الخمائل |
بني الوحي أهدى حيدر مدحه لكم | يدين لها قس بما هو قائل |
فعذراً فانيباقل إن اقل بكم | مديحاً له قس الفصاحة باقل |
وصلى عليكم خالق الخلق ماجرت | على رزئكم سحب الدموع الهواطل |