نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ | والليلُ قد مدَّ علينا رواق |
وربَّ سكران بخمر الكرى | أَفَقْتُه بالعَذل حتّى أفاق |
قلتُ له من رامها صعبة ً | حَثَّ المراسيلَ إليها وساق |
ماذا التّواني عن طلاب العلى | أَلا تحنّون حنين النياق |
لا کكتحلت أجفانكم بالكرى | ولا تصدَّيتمْ إلى غير شاق |
إنَّ معاصاة الكرى للعلى | ألذَّ من طوع الهوى للعناق |
فشمِّروا للمجد إنّي أرى | مكابدات الذل ما لا تطاق |
إنّ جنى النحل لمشتاره | بالذل لو فكرت مرّ المذاق |
هذا وفيكم همّة ٌ ترتقي | مراقيَ النجم وأعلى مراق |
لئن تقرَّبتم إلى عزَّة ٍ | فَقَدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق |
والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة | حاولها فوق الجياد العتاق |
وميَّزَ البُعدَ على غيره | ولا يريد الوصلَ بعد الفراق |
فلم يكونوا يوم نبَّهتهم | إلاّ كما انضيتُ بيضاً رقاق |
ووافقتني منهم غلمة ٌ | لا يعرفونَ الودَّ إلاّ الوفاق |