شفها السَّيرُ والأسى والغرامُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شفها السَّيرُ والأسى والغرامُ | ويراها الإنجادُ والإتهام |
كم فرتْ مهمهاً وجابتْ قفاراً | واشتكتها الأوهاد والأعلام |
فترفَّقْ بها فإنَّ حشاها | لو تأمَّلتها جوى ً وغرام |
جعلتْ وردها من الماء عبّأً | أفيطفى من الدموع ضرام |
كم ألمَّت بنا على آل ميٍّ | ونبا من دروسها الآلام |
يوم لاح الحمى فقلت لصحبي | هذه دارهم وتلك الخيام |
فنثرنا من الهوى عبراتٍ | فحسبنا أنَّ الدموعَ ركام |
كلَّمتنا الديار وهي سكوتٌ | إنَّ بعضاً من السكوت كلام |
ذكَّرَتْنا بها وما دام عيشاً | أَيُّ عيشٍ دامت له الأَيام |
ما عَلِمنا حتى کنقضت وتولَّتْ | أنَّ أيامنا بها أحلام |
إذ جلونا من الحميّا عروساً | بنت كرم لها الزجاج لثام |
يا لها ساعة ً بمجلس أنس | غاب جام بها وأشْرَفَ جام |
ضيَّعَتْها أيدي الحوادثِ منّا | مثلَ ما ضيَّعَ الجميلَ اللئام |
نطلب الدهر أنْ يعود وهَيْها | ت يروّى من السَّراب الأوام |
وبنفسي ذاك الغرير المفدى | ففؤادي بحيه مستهام |
واشتياقي إلى ارتشاف رضاب | حَسَدَتْ ذلك الرضابَ المدام |
يا غزالاً فدى ً لعينك قلبي | نظراتٌ أرسلتها، أمْ سهام؟ |
همتُ وجداً ودبتُ فيك هياما | وقليلٌ على هواك الهيام |
كيف تخفى سريرة ُ الحبِّ عنكم | وأخو الوجد دَمْعُه نمّام |
ظعنَ الركب ضحوة ً وأراني | لم يطب لي بعد الحبيب مقام |
فاترك الهزل يوم جدَّ بجدِّ | إنْ هزل المقام بالشهم ذام |
واطلب العزَّ بالقنا والمواضي | إنّما العزّ ذابل وحسام |
فمرام المنى ونيل المعالي | بسوى البيض والقنا لا يرام |
وتمسَّك بسَمْهريّ وشيج | فالعوالي إلى المعالي زمام |
وکقتحمها إذا نَبَتْ بك يوماً | فأرى المجد بابه الاقتحام |
وکدفع الشرّ إنْ عَلِمتَ بشرٍّ | ربَّما يدفع السَقامَ السقامُ |
فمتى تكبر العزائم بأساً | صَغُرَتْ عندها الأمور العظام |
وَتَقَلَّدْ بالرأي قبل المواضي | ليس يجدي بغير رأي صِدام |
ربَّ رأي بالخطب يفعل مالا | يفعل السَّمْهريُّ والصمصام |
وکحْذِر الغَدْرَ من طباع لئيم | عنده الغدر بالصديق ذمام |
وادَّخر للوغى مقالة َ حربٍ | لا تقوّي الأجسام إلاّ العظام |
لا تلومي فتى ً يخوض المنايا | كلُّ جبنٍ من الحِمام حِمامُ |
واصبري فالأسى سحابة ُ صيفٍ | وَلِرَبّي بأمره أحكام |