أمواهب هاتيك أم أنواء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمَوَاهِبٌ هَاتِيكَ أمْ أنْوَاءُ | هُطُلٌ، وَأخْذٌ ذَاكَ أمْ إعْطَاءُ |
إنْ دامَ ذا، أوْ بعضُ ذا مِن فعْل ذا، | فني السّخاءُ، فلا يُحَسُّ سَخاءُ |
لَيْسَ التي ضَلّتْ تَمِيمٌ وَسْطَهَا الـ | ـدّهْناءُ، لا بَلْ صَدرُكَ الدّهْناءُ |
مَلِكٌ أغَرُّ لآلِ طَلْحَةَ فَجْرُهُ، | كَفّاهُ أرْضٌ سَمْحَةٌ وَسَمَاءُ |
وَشَريفُ أشْرَافٍ، إذا احتكّتْ بهِمْ | جُرْبُ القبائِلِ، أحْسنوا وَأساءوا |
لَهُمُ الفِناءُ الرّحبُ، والبيْتُ الذي | أدَدٌ أوَاخٍ حَوْلَهُ، وَفِناءُ |
وَخُؤولَةٌ في هاشِمٍ ودَّ العِدَى | أنْ لمْ تَكُنْ، وَلهُمْ بِهَا ما شاءوا |
بَينَ العَواتِكِ وَالفوَاطِمِ مُنْتَمىً | يَزْكُو به الأخوال والآباء |
أ محمد بن علي اسمع عذرة | فيها دَوَاءٌ للْمُسيءِ، وَدَاءُ |
مَا لي إذا ذُكِرَ الوَفَاءُ رَأيْتُني | ما لي مع النَّفَرِ الكِرَامِ، وَفَاءُ |
يضْفو عليّ العَذْلُ، وَهُوَ مُقارِبٌ، | وَيَضِيقُ عنّي العُذْرُ، وَهْوَ فَضَاءُ |
إني هجرتُكَ، إذ هجرَتُكَ، وَحشَةً، | لا العَوْدُ يُّذْهِبُها، ولا الإبْداءُ |
أخْجَلْتَني بِنَدَى يدَيْكَ، فسوّدَتْ | ما بَيْنَنَا تِلْكَ اليَدُ البيْضَاءُ |
وَقَطَعْتَني بالجُودِ، حَتّى إنّني | مُتَخَوّفٌ ألاّ يَكُونَ لِقَاءُ |
صِلَةٌ غَدَتْ في النّاس، وَهْيَ قطِيعةٌ | عَجَبٌ، وَبِرٌّ رَاحَ وَهْوَ جَفاءُ |
لَيُواصِلَنّكَ رَكْبُ شِعْرٍ سائِرٍ، | يَرْوِيهِ فِيكَ، لحُسنِهِ، الأعْدَاءُ |
حَتّى يَتِمّ لكَ الثّناءُ مُخَلَّداً | أبَدأ، كما تمّتْ ليَ النّعْمَاءُ |
فَتَظَلّ تحسِدُكَ المُلوكُ الصّيدُ بي، | وَأظَلّ يحْسِدُني بِكَ الشّعَرَاءُ |