لا تلمْ مغرماً رآك فهاما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لا تلمْ مغرماً رآك فهاما | كلُّ صبٍّ تركتهُ مستهاما |
لو رآك العذول يوماً بعيني | تَرَكَ العذل في الهوى والملاما |
يا غلاماً نهاية الحسن فيه | ما رأت مثله العيون غلاما |
تاركٌ في الأحشاء ناراً وفي الأجفان | دَمْعاً وفي القلوب غراما |
أتراني أبلُّ فيك غليلاً | أَمْ تراني أنال منك مراما |
كلّما قلت أنتَ برؤٌ لقلبي | بَعَثَتْ لي منك العيون سقاما |
وبوحيٍ من سحر عينيك يوحي | لفؤادي صبابة وغراما |
عمرك الله هذه كبدي الحرّى | تشكّت إلى لماك الأواما |
فاسقني من رحيق ريقك صرفاً | لا يريني كأس المدام مداما |
حام خالٌ على زلالٍ برودٍ | هو في فيك فکصطلاها ضراما |
أطمَعَتْه في فيك أطماعُنا فيك | فما نال بردَها والسلاما |
أوَلَمْ تخشَ يا مليحُ من الله | بقتلي من غير ذنب أثاما |
فالأمانَ من سحر عينيك | فقد جَرَّدَتْ علينا حساما |
لستُ أدري وقد تَثَنَّيْتُ تيهاً | أقضيباً هَزَزْتَه أمْ قواما |
ما هَصَرنا إلاّ قوامك غصناً | ونظرنا إلاكّ بدراً تماما |
لم تَدُمْ لذة ٌ لعَيْني بمرآك | فما للهوى بصبّك داما |
فإذا مرَّ بي ادكّارك يوماً | قَعَدَ الوَجْدُ بالفؤاد وقاما |
فأجرني من مثل هجرك إنّي | لا أرى العيش جفوة ً وانصرما |
بل أعدُّ اليوم الذي أنتَ تجفو | فيه دهراً ويوم هجرك عالما |
أينَ منك الآرام في مسرح السرب | إذا قلتُ تشبه الآراما |
يا غزالاً يرعى سويدا فؤادي | لا الخزامى بحاجر والثماما |
صرعتْ مقلتاك بالسحر أقوا | ماً وداوَتْ من دائها أقواما |
كم سَهِرتُ الدجى بأعين صبٍّ | أمطرت مزنها فكان ركاما |
والتمستُ الكرى لطرفي بطرفي | فرأيتُ الكرى عليَّ حراما |
يا خليليَّ خَلِّياني من اللوم | فإنّي لا أسمع اللوَّاما |
واتحفاني بطبيب أخبار نجدٍ | وصِفا لي ربوعها والخياما |
واذكرا لي من اعلراق شهاب | الدين نثراً في مدحه ونظاما |
فبذكر الكرام تنتعش الرو | ح انتعاشاً فتطربُ الأجساما |
سادَ ساداتِ عَصْرِه ولأمرٍ | فاخر التبرُ والنضارُ الرغاما |
لم يزلْ للعلاء والمجد أقسا | ماً وللعلم والنهى أقساما |
فَعَلا في سماء كلّ فخارٍ | فتعالى علاؤه وتسامى |
خارق فكره من العلم ما لم | يقبل الخرق قبلُ والالتئاما |
فأرى الناس ما سواه وهاداً | مذْ أرينا علومه الأعلاما |
يا إماماً للمسلمين هُماماً | بأبي ذلك الإمام الهماما |
إنّما أنتَ رحمة ٌ رحمَ الله | بها المسلمين والإسلاما |
يكشف الله فيك عن مشكلات | العلم سرّاً ويرفع الإيهاما |
بكلام يشفي الصدور من الجهل | شفاءً ويبرىء الأسقاما |
فكأنَّ العلومَ توحى إلى قلبك | في السرّ يقظة ً ومناما |
جلّ مجدٌ حَوَيْتَه أنْ يضاهى | وكمال رُزِقْتَه أنْ يُراما |
قَصُرَتْ دون ما بَلَغْتَ الأعالي | عُلوماً أُلهِمتَها إلهاما |
لم ينالوا أخفافها وتسنّمتَ | برغم الأنوف منها السناما |
قد رأيناك يوم جدٍّ وهزلٍ | قد بهرت الأفكار والأفهاما |
فاقتطفنا من الرياض ورداً | وسمعنا من الداري كلاما |
وانتشقنا نشيم رقّة ِ لفظ | كنسيم الصَّبا ونشر الخزامى |
حججٌ منك توضح الحقّ حتى | أفحمتْ كلَّ ملحدٍ إفحاما |
نبَّهَتْ بعد رقّة الجهل قوماً | لم يكونوا من قبل إلا نياما |
محقتْ ظلمة الضلالة والغيّ | كما بمحق الضياءُ الظلاما |
يمنه البيض خطّ أقلامك السمر | بلاغاً أنْ تسبق الأقلاما |
أنتَ مقدامها إذا أصبح | ـدام فيها لا يحسن الإقداما |
أنتَ أعلى من أنْ يقالَ كريمٌ | فالأمانَ الأمانَ من سحر عينيك |
تغمرُ الناس بالجميل وصَوْبُ | المزن يسقي البطاح والآكاما |
فإذا عدَّتِ الأماجد يوماً | كنتَ بدءاً لها وكنتَ الختاما |