أفي الطَلل الحديث أو القديم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أفي الطَلل الحديث أو القديم | بلوغُ مرامِ صبٍّ من مرومِ؟ |
وقفتُ على رسوم دارسات | وما يغني الوقوف على الرسوم |
ألا سقيتْ منازلُ آل سلمى | بذي سلمَ ورامة والغميم |
وحيّ حيَّ أحباب تناءت | بقلب سار عن جسد مقيم |
خذي يا ريح أنفاسي إليهم | وإنْ كانت أحرّ من السموم |
أكفكفُ بعدهم دمعاً كريماً | جرى من لوعة الوجد اللئيم |
رعى الله الأحبة كيف مرّت | لياليهم بمنعرج الصريم |
قضيتُ نعيم عيشٍ مرَّ فيها | فسَلني إنْ جهلتَ عن النعيم |
وكم غصنٍ هصرتُ بها رطيباً | جنيّ الزهر مخضرّ الأديم |
بحيث نزوج ابنَ المزن لما | عقدت حبابه بنتَ الكرومِ |
إلى بعد الغميم وعهد سلعٍ | نجاة من هموم أو غموم |
سقتها هذه العبرات صوباً | تنوف به على الغيث العميم |
كأنّي حين أسقيها دموعي | سقاني البين كأساً من حميم |
تلوم لجهلها لمياءُ وجدي | وأين اللائمون من الملوم |
سألتكِ إنْ رأيتِ اللوم يجدي | حليفَ الوجد حينئذٍ فلومي |
أما وحشاشة في القلب تزكو | غراماً يا أميمة كالغريم |
لقد عدمَ التصبّر فيك قلبي | ومن يبغي الثراءَ من العديم |
وها أنا بعْدَ مَن أهوى عليلٌ | شفائي منه معتلّ النسيم |
وكم دنفٍ بكاظمة سقيمٍ | ولكنْ من هوى طرف سقيم |
وليثٍ دون ذاك الحي يرمي | فيصرعُ في سهام لحاظ ريم |
وأحباب أقاسي ما أقاسي | عَذاباً من عذابهم الأليم |
هُمُ نقضوا العهود وهم أصَرّوا | بصدّهم على الحنث العظيم |
وذكري بعدهم جنات عيش | رماني في لظى نار الجحيم |
وفي دار السلام تركت قومي | وما أنا من هواهم بالسليم |
ولي في البصرة الفيحاء قوم | أصولُ بهم على الخطب الجسيم |
جرى من صدر إبراهيم فيها | على الدنيا ينابيع العلوم |
من الأشراف من أعلى قريش | بهم شرفٌ لزمزم والحطيم |
إذا عدّت قرومُ بني معدٍّ | فأوَّلُ ما يُعَدُّ من القُروم |
عماد الدين قام اليوم فينا | بأمرِ الله والدين القويم |
وفرعٍ من رسول الله دلَّتْ | أطايبهُ على طيب الأروم |
ونجمٍ في سماء المجد يهدي | إلى نهج الصراط المستقيم |
شهاب ثاقب لا زال يذكو | فيقذف كل شيطان رجيم |
يعيد ظلام ليل الشكّ صبحاً | إذا ما كان كالليل البهيم |
يزيد عقولنا بدقيق فهمٍ | غذاءً للعقول وللفهوم |
ونرجع في الكلام إلى خبيرٍ | بكشف دقائق المعنى عليم |
تكاد حلاوة الألفاظ منه | تعيد الروح في الجسم الرميم |
وروض من رياض الفضل ضاهى | بزهر كلامه زهر النجوم |
يقصّرُ بالبلاغة باعَ قُسٍّ | ويقصُرُ عنه قيس بن الخطيم |
وإنّك إنْ نظرتَ إلى علاه | نظرتَ إلى جبال من حلوم |
إذا ذكرتْ مناقبه انتشينا | وكانت كالمدامة للنديم |
لقد كرمتْ له خيمٌ وجلًّتْ | وخيمُ الأكرمين أجلّ خيم |
وهل في السادة الأنجاب إلاّ | كريمٌ قد تفرّع من كريم |
يفوقُ الدَّرَ في نثرٍ ونظمٍ | إذا ما قيس في الدُّرِّ النظم |
وأينَ المسكُ من نفحات شيخٍ | يفوق نوافج المسك الشيم |
ولم يبرح يقابِلُ سائليه | بحسن الخلق والطبع الحليم |
تنال بفضله علماً وحكماً | وتعلم لقمان الحكيم |
فحاز مكارم الأخلاق طراً | وحاشاه من الخلق الذميم |
زفَفتُ إلى علاك بناتِ فكري | فكانت منية الكفو الكريم |
أغارُ من اللئام على القوافي | فلا يَحظى بها حظّ اللئيم |
أمانعُ عن قوافيَّ الأداني | ممانعة َ الغيور على الحريم |