هذه يا صاحِ أوقاتُ الهنا

مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هذه يا صاحِ أوقاتُ الهنا | وبلوغ النفس أقصى الأمَلِ |
جمعتْ من كلِّ شيءٍ أحسنا | لذة ً في غيرها لم تكملِ |
فخذا من عيشنا صَفْوَتَهُ | بكؤوسِ الراح والساقي مليح |
بين روضٍ آخذٍ زينَته | ولسانِ البَمِّ والزير فصيحْ |
ضَرَّجَ الوَردُ بها وجنَتَه | والشقيقُ الغض إذ ذاك جرِيحْ |
تحسبُ النرجسَ فيها أعينا | شاخصات نحونا بالمقلِ |
مال غصنُ البان تيهاً وانثى | في هواها ميلان الثملِ |
مربعٌ للَّهو منذُ انتظما | أطربَ الأنفسَ في روح وراح |
ما بكاه القطر إلاّ ابتسما | لبكاهُ بثغور من أقاحْ |
وَشَدَتْ في الدَّوح وَرقاء الحمى | ما على الوَرقاء في الشدو جَناحْ |
مغرومٌ ليس له عنه غنى | حبين يملي رجزاً في زجل |
وَلَقد أصغى إليها أذناً | فشَجَتْ قلبَ الخلي دُونَ المَلي |
زادَنا لحن الأغاني طَرَباً | خبراً يطربنا عنْ وترِ |
والأماني بَلغَتْنا أرَباً | فَقَضَيْناها إذَنْ بالوطرِ |
ونَظَرنا فقَضَيْنا عجباً | تطلع الشمس بكف القمرِ |
في ليالٍ أظْفَرتنا بالمنى | وكؤوسِ الراح فيها تنجلي |
تُذْهِب الهمَّ وتنفي الحزنا | بنشاطٍ مُطْلَقٍ من كَسَلِ |
بحياة الطاس والكاس عليكْ | نزِّه المجلس من كلِّ ثقيلْ |
وتحكّم إنَّما الأمرُ إليك | ولك الحكمُ ومن هذا القبيل |
كيف لا والكأس تسقى من يديك | ما على المحسن فيها من سبيلْ |
ولك الله حفيظاً ولنا | حيثما كنت وما شئتَ افعلِ |
وکجرِ حكمَ الحبّ فينا وبنا | أنت مرضيٌّ وإنْ لم تعدل |
حبذا مجلِسُنا من مجلسِ | جامعٌ كلَّ غريبٍ وعجيب |
نغمُ العودِ وشعرُ الأخرس | ومحبٌ مستهام وحبيب |
يتعاطون حياة َ الأنفسِ | في بديع اللفظ والمعنى الغريبْ |
بابليّ السحر معسول الجنى | أين هذا مشتيارِ العسلِ |
وإذا مرَّ نسيمٌ بيننا | قلتُ هذا ويحكم من غَزَلي |
آهُ ممَّن ساءَني في نُسْكِهِ | ويراني حاملاً عبءَ الذُّنوبْ |
قد عرفنا زيفه في سكبه | فإذا كلُّ مزاياه عيوبْ |
قال لي تبتُ وذا إفكه | أنا لا والله لا أرضي أتوب |
عن مليحٍ صَرَّحَتْ عنه الكنى | توبة في حبْه لم تُقْبَلِ |
وإذا ساءَ غيورٌ أحسنا | بحميّا رشفاتِ القبل |
أتركِ المغبقَ والمصطحبا | زَمَنَ الوردِ وأيَّامَ الرَّبيعْ |
بعد أنْ أغدو بها منشرحاً | فلقد جئت لعمري بشنيعْ |
فأدِرْها وانتَهب لي زمناً | بحلولِ الشمسِ برج الحمل |
وأرخني إنّما ألقى العنا | من خليلٍ مغرم بالعذلِ |
أجتلي الكاسات تهوي أنجما | ولها فينا طلوعٌ ومغيبْ |
وأرى أوقاتها مغتنماً | وإليها رحتُ ألهو وأطيبْ |
لم أُضِعْها فرصة ً لاسيما | في ختانِ الغُرِّ أبناءِ النقيبْ |
علويّ الأصل علويّ الثنا | سيّد السادات مولانا علي |
الرفيعُ القدرِ والعالي البنا | مستهلّ الوبل عذب المنهلِ |
ابنُ بازِ الله عبد القادر | علم الشرق وسلطان الرّجالْ |
لم يزالوا طاهراً من طاهرِ | فهمُ الطهرُ على أحسن حال |
وهمُ في كلّ وقت حاضرِ | في جمالٍ مستفاضٍ وجلال |
يلْحظونَ السَّعد يَغْشُون السَّنا | يلبسون الفخر أسنى الحلل |
لهم التشبيهُ في هذي الدُّنا | ملَّة ُ الإسلام بينَ المللِ |
لأُويقاتِ زمانٍ الاعتدالْ | قَدْ تَحَرَّيْتُم وما أحراكُمُ |
لختان النُّجبِ البيضِ الفعال | الميامين وما أدراكمُ |
فَلَقَد أرَّخه العَبدُ فقال | آل بيت المصطفى بشراكم |
بختانٍ في سرورٍ وهنا | دائمٍ بالوصلِ لَمْ يَنْفَصل |
وبحمدِ الله قَد نلنا المنى | وظفرنا منكم بالأملِ |