مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ | أَقَذًى بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحِيلاَ؟ |
لَمَّا رَأَتْ أَرَقِي وَطُولَ تَقَلُّبِي | ذَاتَ الْعِشَاءِ وَلَيْلِيَ الْمَوْصُولاَ |
قالتْ خليدة ُ ما عراكَ ولمْ تكنْ | قَبْلَ الرُّقادِ عَنِ الشُّؤُونِ سَؤُولاَ |
أَخُلَيْدَ إنَّ أبَاكِ ضَافَ وِسَادَهُ | هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَة ً وَدَخِيلاَ |
طرقا فتلكَ هماهمي أقريهما | قلصًا لواقحَ كالقسيِّ وحولا |
شُمَّ الْكَوَاهِلِ جُنَّحَاً أعْضَادُهَا | صُهْباً تُنَاسِبُ شَدْقَماً وَجَدِيلاَ |
كَانَتْ نَجَائِبَ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ | أماتهنَّ وطرقهنَّ فحيلا |
وكأنَّ ريّضها إذا باشرتها | كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الرَّحِيلِ ذَلُولاَ |
حوزيّة ً طويتْ على زفراتها | طَيَّ الْقَنَاطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولاَ |
وكأنّما انتطحتْ على أثباجها | فدرٌ بشابة َ قدْ تممنَ وعولا |
قذفَ الغدوِّ إذا غدونَ لحاجة ٍ | دلفَ الرّواحِ إذا أردنَ قفولا |
لاَ يَتَّخِذْنَ إذَا عَلَوْنَ مَفَازَة ً | إلاَّ بَيَاضَ الْفَرْقَديْنِ دَلِيلاَ |
قُوداً تَذَارَعُ غَوْلَ كُلِّ تَنُوفَة ٍ | ذرعَ النّواسجِ مبرمًا وسحيلا |
وإذا ترقّصتِ المفازة ُ غادرتْ | ربذًا يبغّلُ خلفها تبغيلا |
زَجِلَ الْحُدَاءِ كَأنَّ فِي حَيْزُومِهِ | قصبًا ومقنعة َ الحنينِ عجولا |
وإذا ترجّلتِ الضّحى قذفتْ بهِ | فشأونَ عقبتهُ فظلَّ ذميلا |
حَتَّى إذَا حَسَرَ الظَّلاَمُ وَأَسْفَرَتْ | فَرَأَتْ أَوَابِدَ يَرْتَعينَ هُجُولاَ |
حدتِ السّرابَ وألحقتْ أعجازها | روحٌ يكونُ وقوعها تحليلا |
وَجَرَى عَلَى حَدَبِ الصُّوَى فَطَرَدْنَهُ | طَرْدَ الوَسِيقَة ِ في السَّمَاوَة ِ طُولاَ |
فِي مَهْمَة ٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَاتُهَا | قَلَقَ الْفُؤُوسِ إذَا أرَدْنَ نُصُولاَ |
حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ | جدًّا تعاورهُ الرّياحُ وبيلا |
سدمًا إذا التمسَ الدّلاءُ نطافهُ | صَادَفْنَ مُشْرِفَة َ الْمَثَابِ دَحُولاَ |
جَمَعُوا قُوًى مِمَّا تَضُمُّ رِحَالُهُمْ | شَتَّى النِّجَارِ تَرَى بِهِنَّ وُصُولاَ |
فَسَقَوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّة ً | للماءِ في أجوافهنَّ صليلا |
حتّى إذا بردَ السّجالُ لهاثها | وَجَعَلْنَ خَلْفَ غُرُوضِهِنَّ ثَمِيلا |
وأفضنَ بعدَ كظومهنَّ بجرّة ٍ | منْ ذي الأبارقِ إذْ رعينَ حقيلا |
قَعَدُوا عَلَى أكْوَارِهَا فَتَرَدَّفَتْ | صخبَ الصّدى جذعَ الرّعانِ رجيلا |
مُلْسَ الْحَصَى بَاتَتْ تَوَجَّسُ فَوْقَهُ | لغطَ القطا بالجهلتينِ نزولا |
يتبعن مائرة َ اليدينِ شملّة ً | القتْ بمخترقِ الرّياحِ سليلا |
جاءتْ بذي رمقٍ لستّة ِ أشهرٍ | قدْ ماتَ أوْ جرضَ الحياة َ قليلا |
نَفَضَتْ بِأَصْهَبَ لِلْمَرَاحِ شَلِيلَهَا | نَفْضَ النَّعَامَة ِ زِفَّهَا الْمَبْلُولاَ |
أبلغْ أميرَ المؤمنينَ رسالة ً | شَكْوَى إلَيْكَ مُظِلَّة ً وَعَوِيلاَ |
مِنْ نَازِحٍ كَثُرَتْ إلَيْكَ هُمُومُهُ | لوْ يستطيعُ إلى اللّقاءِ سبيلا |
طالَ التّقلّبُ والزّمانُ ، ورابهُ | كسلٌ ، ويكرهُ أنْ يكونُ كسولا |
وعلا المشيبُ لداتهِ ، ومضتْ لهُ | حِقَبٌ نَقَضْنَ مَرِيرَهُ الْمَجْدُولاَ |
فكأنَّ أعظمهُ محاجنُ نبعة ٍ | عوجٌ قدمنَ فقدْ أردنَ نحولا |
كَبَقِيَّة ِ الْهِنْدِيِّ أمْسَى جَفْنُهُ | خَلَقاً وَلَمْ يَكُ فِي الْعِظَامِ نَكُولاَ |
تغلى حديدتهُ ، وتنكرُ لونهُ | عينٌ رأتهُ في الشّبابِ صقيلا |
ألِفَ الْهُمُومُ وِسَادَهُ، وَتَجَنَّبَتْ | ريّانَ يصبحُ في المنامِ ثقيلا |
وطوى الفؤادَ على قضاءِ صريمة ٍ | حَذَّاءَ واتَّخَذَ الزَّمَاعَ خَلِيلاَ |
أوَليَّ أمْرِ الله إنَّ عَشِيرَتِي | أمْسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولاَ |
قَطَعُوا الْيَمَامَة َ يَطْرُدُونَ كَأنَّهُمْ | قومٌ أصابوا ظالمينَ قتيلا |
يحدونَ حدبًا مائلاً أشرافها | فِي كُلِّ مَنْزِلَة ٍ يَدَعْنَ رَعِيلاَ |
شهريْ ربيعٍ ما تذوقُ لبونهمْ | إلاَّ حُمُوضاً وَخْمَة ً وَدَوِيلاَ |
حتّى إذا جمعتْ تخيّرَ طرقها | وَثَنَى الرِّعَاءُ شَكِيرَهَا الْمَنْخُولاَ |
وَأَتَوْا نِسَاءَهُمُ بِنِيبٍ لَمْ يَدَعْ | سُوءُ الْمَحَابِسِ تَحْتَهُنَّ فَصِيلاَ |
أَوَلِيَّ أمْرِ الله إنَّا مَعْشَرٌ | حنقاءُ نسجدُ بكرة ً وأصيلا |
عربٌ نرى للهِ في أموالنا | حَقَّ الزَّكَاة ِ مُنَزَّلاَ تَنْزِيلاَ |
قومٌ على الإسلامِ لمّا يمنعوا | ماعونهمْ ويضيّعوا التّهليلا |
فَادْفَعْ مَظَالِمَ عَيَّلَتْ أبْنَاءَنَا | عنّا وأنقذْ شلونا المأكولا |
فَنَرَى عَطِيَّة َ ذَاكَ إنْ أعْطَيْتَهُ | مِنْ رَبِّنَا فَضْلاً وَمِنْكَ جَزِيلاَ |
أنْتَ الْخَلِيفَة ُ حِلْمُهُ وَفَعَالُهُ | وإذا أردتَ لظالمٍ تنكيلا |
وأبوكَ ضاربَ بالمدينة ِ وحدهُ | قَوْماً هُمُ جَعَلُوا الْجَمِيعَ شُكُولاَ |
قتلوا ابنَ عفّانَ الخليفة َ محرمًا | ودعا فلمْ أرَ مثلهُ مخذولا |
فَتَصدَّعَتْ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ عَصَاهُمُ | شققًا وأصبحَ سيفهمْ مسلولا |
حتّى إذا استعرتْ عجاجة ُ فتنة ٍ | عمياءَ كانَ كتابها مفعولا |
وزنتْ أميّة ُ أمرها فدعتْ لهُ | مَنْ لَمْ يَكُنْ غُمْراً وَلاَ مَجْهُولاَ |
مروانُ أحزمها إذا نزلتْ بهِ | حدبُ الأمورِ ، وخيرها مسؤولا |
أزْمَانَ رَفَّعَ بِالْمَدِينَة ِ ذَيْلَهُ | وَلَقَدْ رَأَى زَرْعاً بِهَا وَنَخِيلاَ |
وديارَ ملكٍ خرّبتها فتنة ٌ | ومشيّدًا فيهِ الحمامُ ظليلا |
إنِّيَ حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ بَرَّة ٍ | لا أكذبُ اليومَ الخليفة َ قيلا |
ما زرتُ آلَ أبي خبيبٍ وافدًا | يومًا أريدُ لبيعتي تبديلا |
وَلاَ أتَيْتُ نُجَيْدَة َ بْنَ عُوَيْمِرٍ | أَبْغِي الْهُدَى فَيَزِيدَنِي تَضْلِيلاَ |
منْ نعمة ِ الرّحمانِ لا منْ حيلتي | إنّي أعدُّ لهُ عليَّ فضولا |
أَزْمَانَ قَوْمِي والْجَمَاعَة َ كالَّذِي | لَزِمَ الرِّحَالَة أنْ تَمِيلَ مَمِيلاَ |
وَتَرَكْتُ كُلَّ مُنَافِقٍ مُتَقَلِّبٍ | وجدَ التّلاتلَ دينهُ مدخولا |
ذَخِرِ الْحَقِيبَة ِ مَا تَزَالُ قَلُوصُهُ | بَيْنَ الْخَوَارِجِ هِزَّة ً وَذَوِيلاَ |
مِنْ كُلِّهِمْ أمْسَى ألَمَّ بِبَيْعَة ٍ | مسحَ الأكفِّ تعاورُ المنديلا |
وَإذَا قُرَيْشٌ أَوْقَدَتْ نِيرَانَهَا | وَثَنَتْ ضَغَائِنَ بَيْنَهَا وَذُحُولاَ |
فأبوكَ سيّدها ، وأنتَ أميرها | وَأَشَدُهَا عِنْدَ الْعَزَائِمِ جُولاَ |
إنَّ السُّعَاة َ عَصَوْكَ حِينَ بَعَثْتَهُمْ | وَأَتَوْا دَوَاعِيَ لَوْ عَلِمْتَ وَغُولاَ |
إنَّ الَّذِينَ أمَرْتَهُمْ أنْ يَعْدِلُوا | لمْ يفعلوا ممّا أمرتَ فتيلا |
أَخَذُوا الْعَرِيفَ فَقَطَّعُوا حَيْزُومَهُ | بالأَصْبَحِيَّة ِ قَائِماً مَغْلُولاَ |
حَتَّى إذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِه | لحمًا ولا لفؤادهِ معقولا |
نسيَ الأمانة َ منْ مخافة ِ لقّحٍ | شُمُسٍ تَرَكْنَ بِضَبْعِهِ مَجْزُولاَ |
كَتَبَ الدُّهَيْمُ وَمَا تَجَمَّعَ حَوْلَهَا | ظُلْماً فَجَاءَ بِعَدْلِهَا مَعْدُولاَ |
وَغَدَوا بِصَكِّهِمُ وَأَحْدَبَ أَسْأَرَتْ | منهُ السّياطُ يراعة ً إجفيلا |
مِنْ عَامِلٍ مِنْهُمْ إذَا غَيَّبْتَهُ | غالى يريدُ خيانة ً وغلولا |
خربَ الأمانة ِ لوْ أحطتَ بفعلهِ | لَتَرَكْتَ مِنْهُ طَابِقاً مَفْصُولاَ |
كُتُباً تَرَكْنَ غَنِيَّنَا ذَا خَلَّة ٍ | بعدَ الغنى ، وفقيرنا مهزولا |
أَخَذُوا حَمُولَتَهُ فَأَصْبَحَ قَاعِداً | لا يستطيعُ عنِ الدّيارِ حويلا |
يدعو أميرَ المؤمنينَ ودونهُ | خرقٌ تجرُّ بهِ الرّياحُ ذيولا |
كَهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاة ُ جَنَاحَهُ | يدعو بقارعة ِ الطّريقِ هديلا |
وقعَ الرّبيعُ وقدْ تقاربَ خطوهُ | وَرَأَى بِعَقُوَتِهِ أزَلَّ نَسُولاَ |
مُتَوَضِّحَ الأَقْرَابِ فِيهِ شُهْبَة ٌ | نَهِشَ الْيَدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولاَ |
كَدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بِأَعْلَى تَلْعَة ٍ | غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ |
وَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَدْعُونَّ بِطَعْنَة ٍ | تدعُ الفرائضَ بالشّريفِ قليلا |
وَأَرَى الَّذي يَدَعُ الْمَطَامِعَ لِلتُّقَى | منّا أتى خلقًا بذاكَ جميلا |
بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّة ٍ | لا يستطيعُ بها القرادُ مقيلا |
وأتاهمُ يحيى فشدَّ عليهمُ | عَقْداً يَرَاهُ الْمُسْلِمُونِ ثَقِيلاَ |
وتركتُ قومي يقسمونَ أمورهمْ | أَإِلَيْكَ أَمْ يَتَلَبَّثُونَ قَلِيْلاَ |
أَخَذُوا الْمَخَاضَ مِنَ الْفَصِيلِ غُلُبَّة ً | ظلمًا ويكتبُ للأميرِ أفيلا |