مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا | بسيفي وضيفانُ الشّتاءِ شهودها |
فَقَدْ عَلِمُوا أنِّي وَفَيْتُ لِرَبِّهَا | فَرَاحَ عَلَى عَنْسٍ بِأُخْرَى يَقُودُهَا |
قريتُ الكلابيَّ الّذي يبتغي القرى | وأمّكَ إذْ تخدي إلينا قعودها |
رَفَعْنَا لَهَا نَاراً تُثَقَّبُ لِلْقِرَى | ولقحة َ أضيافٍ طويلاً ركودها |
إذا أخليتْ عودَ الهشيمة ِ أرزمتْ | جَوَانِبُهَا حَتَّى نَبِيتَ نَذُودُهَا |
إذَا نُصِبَتْ لِلطَّارِقِينَ حَسِبْتَهَا | نعامة َ حزباءٍ تقاصرَ جيدها |
تَبِيتُ الْمَحَالُ الْغُرُّ فِي حَجَرَاتِهَا | شَكَارَى مَرَاهَا مَاؤُهَا وَحَدِيدُهَا |
بعثنا إليها المنزلينِ فحاولا | لِكَيْ يُنْزِلاَهَا وَهْيَ حَامٍ حُيُودُهَا |
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحِيرَة ٍ | سَرِيعٍ بِأَيْدِي الآكِلِينَ جُمُودُهَا |
فلمّا سقيناها العكيسَ تملأّتْ | مَذَاخِرُهَا وَازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا |
فَلَمَّا قَضَتْ مِنْ ذِي الإِنَاءِ لُبَانَة ً | أرَادَتْ إلَيْنَا حَاجَة ً لاَ نُرِيدُهَا |
فَلَمَّا عَرَفْنَا أنَّهَا أُمُّ خَنْزَرٍ | جفاها مواليها وغابَ مفيدها |
إذَا مَا اعْتَرَانا الْحَقُّ بِالسَّهْلِ أصْبَحَتْ | لَهَا مِثْلَ أسْرَابِ الضِّبَاعِ خُدُودُهَا |
تَبِيتُ وَرِجْلاَهَا أَوَانَانِ لاِسْتِهَا | عَصَاهَا اسْتُهَا حَتَّى يَكِلَّ قَعُودُهَا |
مُجَسَّمَة ُ الْعِرْنِينِ مَنْقُوبَة ُ الْعَصَا | عدوسُ السّرى باقٍ على الخسفِ عودها |
فجاءتْ إلينا والدّجى مرجحنّة ٌ | رغوثُ شتاءٍ قدْ تقوّبَ عودها |
تَؤُمُّ وَصَحْرَاءُ المَشَافِرِ دُونَهَا | سنا نارنا أنّى يشبُّ وقودها |
ظَلِلْتُ بِيَوْمِ عِنْدَهُنَّ تَغَيَّبَتْ | نحوسُ جواريهِ ومرّتْ سعودها |
فَلاَ يَوْمُ دُنْيَا مِثْلُهُ غَيْرَ أنَّنَا | نرى هذه الدّنيا قليلاً خلودها |
فأصبحَ يستافُ الفلاة َ كأنّهُ | مشرًّى بأطرافِ البيوتِ قديدها |