أرشيف المقالات

بين الواقع والوهم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
بين الواقع والوهم

 
لم أكن أظن أن الوهم يتملَّك عقول بعض البشر ويقوى على طرد الحقيقة.
ألهذا الحدِّ بلَغ الشأن ببعض العقول المتعلمة؛ أن تجري خلف الأوهام والسراب؟!
 
لا بأس أن تهتزَّ النفوس بعضَ الشيء بسبب الخوف والقلق من أمرٍ ما، لكن كونها تَستسلم بشكل مُطلق لأحاديث النَّفس المرجفة بالحقائق، هنا الخطورة.
 
الإنسان بطبيعته يلوذ بالظُّنون والأوهام عندما يواجِه واقعًا مؤلمًا وقاسيًا، كمتنفَّس للخوف والجهل الذي يُحيط به.
 
والإنسان يَخاف ويقلق من المجهول؛ لأنه أقرب للضَّعف من القوة بطبيعته كبشر، وهنا يأتي الدور الحقيقي للإيمان الرَّاسخ؛ بالتوكُّل على الله القادرِ على كلِّ شيء، والمتصرِّف بالأقدار لحِكمه، فيصيبُ مَن يشاء ويصرف السوءَ عمَّن يشاء سبحانه.
 
((يا غلام، إنِّي أعلِّمُك كلمات: احفظ اللهَ يحفظك، احفظ اللهَ تجده تجاهك...، واعلم أنَّ الأمَّة لو اجتمعَت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلَّا بشيء قد كتَبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء، لم يَضروك إلَّا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعَت الأقلام، وجفَّت الصُّحف)).
 
لا مجال لتخرُّصات الوهم، وأراجيف القول، وكهنة الأحلام لدى العقول المؤمنة.
كم من قلب تشرَّب الإيمان ثم أُفرغ من الصَّدمة الأولى وكأنه ما عرف الإيمان قطُّ!
و((الصَّبر عند الصَّدمة الأولى))؛ (حديث).
 
الصَّبر بتأَنٍّ في النَّظر في حقائق الأحداث، ومواجهة الواقع المؤلم بالإيمان، والتعقل في التصرفات المناسبة لطبيعة المواقف...
دون الجزع والفِرار إلى دهاليز النفس الضَّعيفة؛ بالظنِّ، والخوف، والوَهم.
 
حديث النَّفس بالمنام كفيل ليُهلِك أمَّة لا تَعرف الإيمان!
والإيمان كَفيل ليجعل مِن عظائم الأمور أدق من ذرَّة لا وجود لها!
ومَن فقَد الإيمانَ والعقل، سكنَتْه الأراجيف والأوهام؛ ليكون هشًّا متهالكًا أمام الواقع!

شارك الخبر

المرئيات-١