هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا | صِبَاكَ وَقَدْ أمْسَى بِكَ الشَّيْبُ شَائِعَا |
وشاقتكَ بالعبسينِ دارٌ تنكّرتْ | مَعَارِفُهَا إلاَّ الْبِلاَدَ الْبَلاَقِعَا |
بميثاءَ سالتْ منْ عسيبٍ فخالطتْ | بِبَطْنِ الرِّكَاءِ بُرْقَة ً وَأجَارِعَا |
كما لاحَ وشمٌ في يديْ حارثيّة ٍ | بنجرانَ أدمتْ للنّؤورِ الأشاجعا |
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ | تَجَاوَزْنَ مَلْحُوباً فَقِلْنَ مُتَالِعَا |
جَوَاعِلُ أرْمَاماً يَمِيناً وَصَارَة ً | شِمَالاً وَقَطَّعْنَ الْوِهَاطَ الدَّوَافِعَا |
دَعَاهُنَّ دَاعٍ لِلْخَرِيفِ وَلَمْ تَكُنْ | لهنَّ بلادًا فانتجعنَ روافعا |
تمهّدنَ ديباجًا وعالينَ عقمة ً | وأنزلنَ رقمًا قدْ أجنَّ الأكارعا |
خدالَ الشّوى غيدَ السّوالفِ بالضّحى | عِرَاضَ الْقَطَا لا يَتَّخِذْنَ الرَّفَائِعَا |
تضيقُ الخدورُ والجمالُ مناخة ٌ | بأعجازها حتّى يلحنَ خواضعا |
فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ فِي الْهَوَادِجِ أقْبَلَتْ | بأعينِ آرامٍ كسينَ البراقعا |
كأنَّ دويَّ الحليِ تحتَ ثيابها | حَصَادُ السَّنَا لاَقَى الرِّيَاحَ الزَّعَازِعَا |
جُمَاناً وَيَاقُوتاً كَأنَّ فُصُوصَهُ | وَقُودُ الْغَضَا سَدَّ الْجُيُوبَ الرَّوَادِعَا |
لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتركُ الفتى | خفيفَ الحشى مستهلكَ القلبِ طامعا |
وليسَ بأدنى منْ غمامٍ يضيئهُ | سنا البرقِ يجلو المشرفاتِ اللّوامعا |
بناتُ نقًا ينظرنَ منْ كلِّ كورة ٍ | منَ الأرضِ محبوًّا كريمًا وتابعا |
وَلَيْسَ مِنَ اللاَّئِي يَبيعُ مُخَارِقٌ | بِحَجْرٍ وَلا اللاَّئِي خَضَرْنَ الْمَدَارِعَا |
وَمَا زِلْنَ إلاَّ أنْ يَقِلْنَ مَقِيلَة ً | يسامينَ أعداءً ويهدينَ تابعا |
فَشَرَّدْنَ يَرْبُوعاً وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ | وأَلْحَقْنَ عَبْساً بِالْمَلاَ وَمُجَاشِعَا |
ولَوْ أنَّهَا أرْضُ ابْنِ كُوزٍ تَصَيَّفَتْ | بفيحانَ ما أحمى عليها المراتعا |
وَلَكِنَّهَا لاَقَتْ رِجَالاً كَأنَّهُمْ | على قربهمْ لا يعلمونَ الجوامعا |
وَلاَقَيْنَ مِنْ أوْلاَدِ عُقْدَة َ عُصْبَة ً | عَلَى الْمَاءِ يَنْثُونَ الذُّحُولَ الْمَوَانِع |
َا فَقُلْنَا لَهُمْ إنْ تَمْنَعُونَا بِلاَدَكُمْ | نَجِدْ مَذْهَباً في سَائِرِ الأَرْضِ وَاسِعَا |
وَيَمْنَعُكُمْ مُسْتَنُّ كُلِّ سَحَابَة ٍ | مُصَابَ الرَّبِيعِ يَتْرُكُ الْمَاءَ نَاقِعَا |
وَبَرْدَ النَّدَى والْجُزْءَ حَتَّى يُغِيرَكُمْ | خَرِيفٌ إذَا مَا النَّسْرُ أصْبَحَ وَاقِعَا |
وَأمَّا مُصَابُ الْغَادِيَاتِ فَإنَّنَا | عَلى الْهَوْلِ نَرْعاهُ وَلَوْ أَنْ نُقَارِعَا |
بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ | جَمِيعٍ إذَا كَانَ اللِّئَامُ جَنَادِعَا |
هممتُ بهمْ لولا الجلالة ُ والتّقى | وَلَمْ تَرَ مِثْلَ الْحِلْمِ لِلْجَهْلِ وَازِعَا |
وَكُنَّا أُنَاساً تَعْتَرِينَا حَفِيظَة ٌ | فنحمي إذا ما أصبحَ الثّغرُ ضائعا |