تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ | بقَارَة ِ أهْوَى أوْ بِسُوقَة ِ حَائِلِ |
خلتْ منْ جميعِ السّاكنينَ وبدّلتْ | ظِبَاءَ السَّلِيلِ بَعْدَ خَيْلٍ وَجَامِلِ |
ذَكَرْتُ بِهَا مَنْ لَنْ أُبَالِيَ بَعْدَهُ | تفرّقَ حيٍّ في النّوى متزائلِ |
وَإنَّ کمْرَأً بِالشَّامِ أَكْثَرُ قَوْمِهِ | وبطنانَ ليسَ الشّوقُ عنهُ بغافلِ |
فدونَ الأولى كلبٌ وأفناءُ عامرٍ | وَدُونَ الأُوَلَى أفْنَاءُ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ |
وَحَنَّتْ إلَى أرْضِ الْعِرَاقِ حَمُولَتِي | وَمَا قَيْظُ أَجْوَافِ الْعِرَاقِ بِطَائِلِ |
فقلتُ لها لا تجزعي وتربّصي | مِنَ الله سَيْباً إنَّهُ ذُو نَوَافِلِ |
كُلي الْحَمْضَ بَعْدَ الْمُقْحَمِينَ ورَازِمِي | إلى قَابِلٍ ثُمَّ اعْذِرِي بَعْدَ قَابِلِ |
مهاريسُ لاقتْ بالوحيدِ سحابة ً | إلى أملِ العزّافِ ذاتِ السّلاسلِ |
تواكلها الأزمانُ حتّى أجأنها | إلى جَلَدٍ مِنْهَا قَلِيلِ الأَسَافِلِ |
فَلَمَّاانْجَلَتْ عَنْهَا السِّنُونَ هَوَتْ لَهَا | مقانبُ هطلى منْ غريمٍ وسائلِ |
فلمْ يبقِ منها الحقُّ إلاّ أرومة ً | غلاظَ الرّقابِ جلّة ً كالجنادلِ |
وضيفٍ كفتْ جيرانها وتوكّلتْ | بهِ جلدة ٌ منْ سرّها أمُّ حائلِ |
نعوسٌ إذا درّتْ ، جروزٌ إذا غدتْ | بويزلُ عامٍ ، أوْ سديسٌ كبازلِ |
إذَا مَا دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَة ٍ | مشافرها في ماءِ مزنٍ وباقلِ |
دَعَتْ بِصَرِيحٍ ذِي غُثَاءٍ هَرَاقَهُ | سَوَارِي الْعُرُوقِ فِي الضُّرُوعِ السَّحَابِلِ |
إذا ورّعتْ أنْ تركبَ الحوضَ كسّرتْ | بأركانِ هضبٍ كلَّ رطبٍ وذابلِ |
وَإنْ سَمِعَتْ رِزَّ الْفَنِيقِ تَكَشَّفَتْ | بِأذْنَابِ صَهْبٍ قُرَّحٍ كَالْمَجَادِلِ |
وإنْ صابَ غيثٌ منْ وراءِ تنوفة ٍ | هدى هديَ سبّارٍ بعيدَ المناقلِ |
وَإنّي وَذِكْرَايَ ابْنَ حَرْبٍ لَعَائِدٌ | لخلّة ِ مرعيِّ الأمانة ِ واصلِ |
أبُوكَ الَّذِي أَجْدَى عَلَيَّ بِنَصْرِهِ | فَأَسْكَتَ عَنِّي بَعْدَهُ كُلَّ قَائِلِ |
وأنتَ امرؤٌ لا بدَّ أنْ قدْ أصبتني | بموعدة ٍ دينٍ عليكَ وعاجلِ |
وقدْ علمتْ قيسٌ وأفناءُ خندفٍ | وَمَذْحِجُ إذْ وَافَيْتُهُمْ فِي الْمَنَازِلِ |
ثنائي عليكمْ آلَ حربٍ ومنْ يملْ | سِوَاكُمْ فَإنّي مُهْتَدٍ غَيْرُ مَائِلِ |
رَأَتْكَ ذَوُو الأَحْلاَمِ خَيْراً خِلاَفَة ً | منَ الرّاتعينَ في التّلاعِ الدّواخلِ |
ليجزيءَ إلاّ كاملٌ وابنُ كاملِ | |
إليْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ أَدْمَاءَ حُرَّة ٍ | وأعيسَ مشّاءٍ أمامَ الرّواحلِ |
رباعٍ كوقفِ العاجِ تثني حبالهُ | شراسيفُ حدّتْ غرضها غيرُ جائلِ |
مُشَرَّفُ أطْرَافِ الْمَحَالِ مَزلِّهِ | معادَ الملاطِ معرقٍ في العقائلِ |
فيا لكَ منْ خدٍّ وذفرى أسيلة ٍ | ومنْ عنقٍ صعلٍ وموضعِ كاهلِ |
ورأسٍ كإبريقِ اليهوديِّ أشرفتْ | لَهُ حُبُكٌ أجْيَادُهَا كالْمَرَاجِلِ |
وَمِنْ عَجُزٍ فِيهَا جَنَاحَانِ ألْحَقَا | تَوَاليَ لاَ شَخْتٍ وَلاَ مُتَخَاذِلِ |
وَسُمْرٍ خِفَافٍ فِي حِذَاءِ نَعَامَة ٍ | ثَمَانِيَة ٍ رُوحٍ ظِمَاءِ الْمَفَاصِلِ |
إذَا قُلْتُ جَاهٍ لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ | قوى أدمٍ أطرافها في السّلاسلِ |
بعيدٌ منَ الحادي إذا ما ترقّصتْ | بناتُ الصّوى في السّبسبِ المتماحلِ |
ترى الأعظمَ اللاّئي يلينَ فؤادهُ | جنوحَ الأعالي مائراتِ الأسافلِ |
كَذِي رَمَلٍ مِنْ وَحْشِ حَوْمَلَ بَلَّهُ | أهاضيبُ في قسٍّ منَ الرّيحِ شاملِ |
تخرُّ على متنِ الكثيبِ ومتنهُ | رَذَاذٌ هَوَى مِنْ دِيمَة ٍ غَيْرِ وَابِلِ |
تَبِيتُ بَنَاتُ الأَرْضِ تَحْتَ لَبَانِهِ | بِأَحْقَفَ مِنْ أَنْقَاءِ تُوضِحَ مَائِلِ |
كأنَّ القطارَ حرّكتْ في مبيتهِ | جَدِيَّة َ مِسْكٍ فِي مُعَرَّسِ قَافِلِ |
فلمّا تجلّى ليلهُ عنْ نهارهِ | غَدَا سَلِكاً بَيْنَ اللِّوَى فَالْخَمَائِلِ |
فهاجَ بهِ لمّا ترجّلتِ الضّحى | شطائبُ شتّى منْ كلابٍ ونابلِ |
فَأَبْصَرَهَا حَتَّى إذَا ما تَقَارَبَتْ | وَفِي النَّفْسِ مِنْهُ كَرَّة ٌ لِلأوَائِلِ |
حمى الأنفَ منْ بعضِ الفرارَ فذادها | بِأَسْحَمَ لاَمٍ ذِي شَبَاة ٍ وَعَامِلِ |
فَفَرَّقَ بَيْنَ السَّابِقِينَ بِطَعْنَة ٍ | على عجلٍ منْ سلهبٍ غيرَ ناصلِ |
فَكَانَ كَذِي تَبْلٍ تَذَكَّرَ مَا مَضَى | وَقَدْ كَرَّ كَرَّاتِ الْكَرِيمِ الْمُقَاتِلِ |
يَهُزُّ بِأطْرَافِ الْحِبَالِ وَيَنْتَحِي | على الأجنبِ القصوى هزيزَ المغاولِ |
كَمَا انْقَضَّ دُرِّيٌّ تَخَلَّلَ مَتْنُهُ | فُرُوجَ جَهَامٍ آخِرَ اللَّيْلِ جَافِلِ |
رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَهُ | وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ هاطلِ |