تميَّز!
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
أسألُك أن تتميز بمبادئك وشخصيتك وأفكارك، أن تكون أَنْتَ بما تحمله من خبرات وتجارِب.لك في التميز مناحٍ مُختلفة، أعلاها أن تتبنَّى الشِّيم الأخلاقية الطيِّبة، وتُصبح قدوة يُحتذى بها، أن ترتدي رداء الحكمة والحصافة وحُسن التصرف، أن ترقى وتتجاهل سفاسِفَ الأمور.
تتميز إن مَنَحْتَ قيمةً للعلم والمعرفة والثقافة، فَأَفْضَلُ ما في الإنسان عقله، وكرَّمه خالقه بنعمة التفكير، والموازنة بين الأمور، وأَخْذِ القرار الصائب.
تَوَاضَعْ؛ لأن التواضع من شِيَمِ الكرماء، الذين اتخذوا نُصب أعينهم أن يكونوا قرآنًا يسيرُ على الأرض، التواضع كرامة وعزَّة، ودليلٌ على الصفاء والنقاء والمَعْدَنِ الطيِّب.
تَفَاعَلْ مع كل من يتواصل معك، وكُنْ على الدَّوام باسمًا ومُنشرح الصدر، تقبَّل كلماتهم برُوح رياضية، واِلْتَمِسْ لهم الأعذار، واِمْنَحْهُمْ شَرارة حُسن أخلاقك وحِلْمِكَ وصبرك الطويل.
لك في سِيرَةِ خير الأنام أَفْضَلَ عبرة، فهو الذي كان يَصْبِرُ على كل الناس ويتفهَّم شواغلهم، لأنه رسول البشرية، وحاملُ رسالة الإسلام والسلام.
تميَّز واجْعَلْ هذا الشعار رايةً لك في حياتك، لا تَقْبَلْ أن تكون نُسخة عن غيرك؛ لأن تميزك واختلافك هو ضمانُ النجاح، فتَكون مرتاحًا وتمضي في مسيرتك على استبصار.
دَاوِمْ على العمل والنشاط والاجتهاد، وتذكَّر هذه المقولة: "عملٌ قليلٌ دائمٌ أفضل بكثير من جَهْدٍ غزير مُتقطِّع"، فلا تَسْتَعْجِلِ الأمور، وخُذِ الأشياء برويَّة ولا تَكُنْ ليِّنا فتُعصر، ولا صلبًا فتُكسر.
رَافِقْ من هم بحاجة لِيَدِ المساعدة، واِجْتَنِبْ العُزلة؛ لأن للعزلة آثارًا سلبية على نفسك، النَّشاط المُشترك فيه منفعةٌ كبيرة، إن توفَّرت الإرادة الحازمة للنجاح والإنجاز.
تفوَّق في أيِّ عمل تُؤدِّيه، أَتْقِنْهُ وتَحَرَّ الدقة فيه؛ لأن هذا السلوك سيُشعرك براحة نفسيك، وأنَّك أدَّيت واجبك على أكمل وجه.
الإيجابية والتفاؤل، والتفاعل والخير، والطِّيبة والسعادة، والابتسامة والمُساعدة، والثَّراء والبناء، والتفاني والاجتهاد، والإرادة والعزيمة، والقوَّة والمُرونة، والإقبال - مبادئٌ تقودُك حتمًا للتميز الذي تبحث عنه.
تميَّز؛ لأن التميز طعمه رائقُ المَذاق، لا تَكُنْ نُسخة عن غيرك، جِدْ لك المُتَّسع الذي تصلُ به لهدفك، وتُبدع وتُنجز، فلشخصية الإنسان خصائصُ، إن لم يَمْنَحَهَا الفُرصة لتَنطلق وتُزهر، حَكَمَ على نفسه بالانطفاء، ونُوره لن يتوهَّجَ أبدًا.
___________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش