وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها | عَلَى رَوْضَة ٍ رَيْحَانُهَا قَدْ تَخَضَّدَا |
كَأَنَّ تِجَارَ الْهِنْدِ حَلُّوَا رِحَالَهُمْ | عليها طروقًا ثمَّ أضحوا بها الغدا |
بِأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إلَيْهِمَا | سُعَادُ إذَا نَجْمُ السِّمَاكَيْنِ عَرَّدَا |
كَأنَّ الْعُيُونَ الْمُرْسِلاَتِ عَشِيَّة ً | شآبيبَ دمعٍ لمْ تجدْ متردّدا |
مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ مُسِيفَة ٍ | أخبَّ بهنَّ المخلفانِ وأحفدا |
وما بيضة ٌ باتَ الظّليمُ يحفّها | بِوَعْسَاءَ أعْلَى تُرْبِهَا قَدْ تَلَبَّدَا |
فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ في يَوْمٍ طَلْقَة ٍ | وَأشْرَفَ مُكَّاءُ الضُّحَى فَتغَرَّدَا |
أرَادَ الْقِيَامَ فَازْبأرَّ عِفَاءُهُ | وَحَرَّكَ أَعْلَى رِجْلِهِ فَتَأَوَّدَا |
وَهَزَّ جَنَاحَيْهِ فَسَاقَطَ نَفْضُهُ | فَرَاشَ النَّدَى عَنْ مَتْنِهِ فَتَبَدَّدَا |
فغادرَ في الأدحيِّ صفراءَ تركة ً | هجانًا إذا ما الشّرقُ فيها توقّدا |
بِأَلْيَنَ مَسّاً مِنْ سُعَادَ لِلامِسٍ | وأحسنَ منها حينَ تبدو مجرّدا |
وإنّي لأحمي الأنفَ منْ دونِ ذمّتي | إذَا الدَّنِسُ الْوَاهِي الأمَانَة ِ أهْمَدَا |
بنينا بأعطانِ الوفاءِ بيوتنا | وَكَانَ لَنَا في أوَّلِ الدَّهْرِ مَوْرِدَا |
إذا ما ضمنّا لابنِ عمٍّ خفارة ً | نجيءُ بها منْ قبلِ أنْ يتشدّدا |
أناخوا بأشوالٍ إلى أهلِ خبّة ٍ | طروقًا وقدْ أقعى سهيلٌ فعرّدا |
يَخُبَّانِ قَصْراً فِي شَمَالٍ عَرِيَّة ٍ | أمَامَ رَوَايَا بَادَرَاهُنَّ قَرْدَدَا |
أمُرُّ وَأحْلَوْلي وَتَعْلَمُ أُسْرَتِي | عنائي إذا جمرٌ لجمرٍ توقّدا |
إذا ما فزعنا أوْ دعينا لنجدة ٍ | لبسنا عليهنَّ الحديدَ المسرّدا |
بربِّ ابنة ِ العمريِّ ما كانَ جارها | لَيُسْلِمُهَا مَا وَافَقَ الْقَائِمُ الْيَدَا |