شَجَا أَظْعَانُ غَاضِرَة َ الغوادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شَجَا أَظْعَانُ غَاضِرَة َ الغوادي | بغير مشورة ٍ عرضاً فؤادي |
أغاضِرَ لَوْ شَهِدَتِ غَدَاة َ بِنْتُمْ | جُنُوءَ العائِدَاتِ عَلَى وِسَادِي |
أويتِ لعاشقٍ لمْ تشكُميهِ | نَوَافِذُهُ تَلَذَّعُ بالزِّنَادِ |
ويومَ الخيلِ قَدْ سَفَرَتْ وَكَفّتْ | رداءَ العصبِ عنْ رتلٍ بُرادٍ |
وَعَنْ نَجْلاَءَ تَدْمَعُ في بَيَاضِ | إذا دمعتْ وتنظُر في سوادِ |
وَعنْ مُتَكَاوِسٍ في العَقْصِ جَثْلٍ | أثيثِ النَّبتِ ذي عذَر جِعادِ |
وَغَاضِرَة ُ الغَدَاة َ وإنْ نأتْنَا | وأصْبَحَ دُونَها قُطْرُ البِلاَدِ |
أَحَبُّ ظَعِينَة ٍ، وَبَنَاتُ نَفْسي | إلَيْهَا لَوْ بَلِلْنَ بها صَوَادي |
وَمِنْ دُونِ الَّذي أَمَّلْتُ وُدّاً | ولوْ طالبتُها خرطُ القتادِ |
وقالَ النَّاصِحُونَ تَحَلَّ مِنها | ببذلٍ قبلَ شيمتها الجمادِ |
فإنَّك موشكٌ ألاّ تراها | وتعدو دونَ غاضرة َ العوادي |
فقدْ وَعَدَتْكَ لَوْ أقبَلْتَ وُدّاً | فَلَجَّ بِكَ التَّدَلُّلُ في تَعَادِ |
فَأسْرَرْتُ النَّدامَة َ يوْمَ نَادَى | بردِّ جِمالِ غاضرة َ المنادي |
تمادى البُعدُ دونهمُ فأمستْ | دُمُوعُ العَيْنِ لجَّ بها التّمادي |
لَقَدْ مُنِعَ الرُّقادُ فبِتُّ لَيْلي | تُجافيني الهُمومُ عنِ الوسادِ |
عداني أنْ أزورَكَ غيرَ بُغضٍ | مُقامُكَ بين مُصفحة ٍ شدادِ |
وإنّي قَائِلٌ إنْ لَمْ أزُرْهُ | سَقَتْ دِيَمُ السَّوَاري والغَوَادِي |
محلَّ أخي بني أسدٍ قنَوْنا | إلى يبة ٍ إلى بركِ الغمادِ |
مقيمٌ بالمجازة ِ من قنَوْنا | وأهلكَ بالأجيفرِ والثَّمادِ |
فلا تبعَدْ فكلُّ فتى ً سيأتي | عَلَيْهِ المَوْتُ يَطْرُقُ أوْ يُغَادِي |
وَكُلُّ ذَخِيرَة ٍ لا بُدَّ يوْماً | ولو بقيتْ تصيرُ إلى النَّفادِ |
يعزُّ عليَّ أن نغدو جميعاً | وَتُصْبحَ ثَاوِياً رَهْناً بِوَادِ |
فَلَوْ فُودِيتَ مِنْ حَدَثِ المَنايا | وقيتُكَ بالطريفِ وبالتِّلادِ |
لَقَدْ أسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً | ولكنْ لا حياة َ لمنْ تُنادي |