مَا عَنَاكَ الغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَا عَنَاكَ الغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ | دَارِسَاتِ المَقامِ مُذْ أَحْوَالِ |
باديَ الرَّبعِ والمعارفِ منها | غَيْرَ رسْمٍ كعُصْبَة ِ الأغيالِ |
مَا تَرَى العَيْنُ حَوْلَهَا مِنْ أنيسٍ | قُرْبَها غَيْرَ رَابِدَاتِ الرّئالِ |
يَا خَلِيلي الغَدَاة َ إنَّ دُمُوعي | سبقتْ لمح طرفِها بانهمالِ |
قمْ تأمّلْ وأنتَ أبصرُ منِّي | هلْ تَرى بالغَمِيمِ منْ أجمالِ |
قَاضيَاتٍ لُبَانَة ً مِنْ مُنَاخٍ | وطوافٍ وموقفٍ بالجبالِ |
حزيتْ لي بحزم فيدة تحدى | كاليهوديِّ من نطاة ِ الرّقالِ |
قِلْنَ عُسْفَانَ ثمَّ رُحْنَ سِراعاً | طالِعَاتٍ عَشِيَّة ً مِنْ غَزَالِ |
قارِضَاتِ الكَديدِ مُجْتَرِعَاتٍ | كلَّ وادي الجُحوفِ بالأثقالِ |
قصدَ لفتٍ وهنَّ متَّسقاتٌ | كالعَدَوْليِّ لاحِقاتِ التّوالي |
حينَ ورَّكنَ دوَّة ٌ بيمينٍ | وسريرَ البُضيعِ ذاتَ الشِّمالِ |
حزنَ وادي المياه محتضراتٍ | مدرجَ العرجِ سالكاتِ الخلالِ |
والعُبَيْلاَءُ مِنْهُمُ بيَسارٍ | وَتَرَكْنَ العَقيقَ ذَاتَ النّصالِ |
طَالِعَاتِ الغَمِيسِ مِنْ عَبّودٍ | سالكاتِ الخويِّ مِنْ أمْلالِ |
وَطَوَتْ جَانِبَيْ كُتَانَة َ طَيّاً | فجنوبَ الحمى فذاتَ النّضالِ |
فَسَقَى الله مُنْتَوَى أُمّ عَمْروٍ | حيْثُ أمّتْ بِهِ صُدُورُ الرّحالِ |
تَسْمَعُ الرَّعْدَ في المَخيلة ِ منها | مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ في الأشْوَالِ |
وترى البرقَ عارضاً مستطيراً | مرحَ البُلقِ جلنَ في الأجلالِ |
أو مصابيحَ راهبٍ في يفاعٍ | سَغَّمَ الزَّيتَ سَاطِعَاتِ الذُّبالِ |
حَبّذا هُنَّ من لُبانة ِ قَلْبِي | وَجَدِيدُ الشَّبابِ مِنْ سِرْبَالِي |
رُبَّ يَوْمٍ أتيتُهُنَّ جميعاً | عندَ بيضاءَ رخصة ٍ مكسالِ |
غيرَ أَنّي امرؤٌ تَعَمَّمْتُ حِلْماً | يَكْرَهُ الجَهْلَ والصِّبا أمثالي |
ويُلامُ الحَلِيمُ إنْ هُوَ يوماً | راجعَ الجَهْلَ بعد شَيْبِ القَذالِ |