أأطْلاَلُ سلمى باللّوَى تَتَعَهَّدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأطْلاَلُ سلمى باللّوَى تَتَعَهَّدُ | ... ... ... ... |
وَلَمَّا وَقَفْنَا والقُلُوبُ على الغَضَا | وللدَّمع سحٌّ والفرائصُ تُرعدُ |
وَبَيْنَ التَّراقي واللَّهَاة ِ حَرَارَة ٌ | مكان الشَّجا ما إنْ تبوحُ فتبرُدُ |
أَقُولُ لِمَاءِ العَيْنِ أَمْعِنْ، لَعَلَّهُ | بما لا يُرَى مِنْ غَائِبِ الوَجْدِ يَشْهدُ |
فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ العَيْنَ قَبْلَ فِرَاقِها | غَدَاة َ الشَّبَا مِنْ لاَعِجِ الوَجْدِ تجْمدُ |
ولم أرَ مثلَ العينِ ضنَّتْ بمائها | عَلَيَّ ولا مِثْلِي على الدَّمْعِ يَحسُدُ |
وَسَاوَى عَليَّ البينَ أنْ لم يَرَيْنَني | بَكَيْتُ، ولم يُترَكْ لِذِي الشَّجْوِ مَقْعَدُ |
وَلَمَّا تَدَانَى الصُّبْحُ نَادُوا بِرِحْلَة ٍ | فقمنَ كسالى مشيُهنَّ تأوُّدُ |
إلى جِلّة ٍ كالهُضْبِ لمِ تَعْدُ أنّها | بوازلُ عامٍ والسَّديسُ المُعبَّدُ |
إلى كُلِّ هَجْهَاجِ الرَّوَاحِ كأنَّهُ | شَجٍ بِلَهَاة ِ الحَلْقِ أوْ مُتَكَيِّدُ |
تمجُّ ذفاريهنَّ ماءً كأنّهُ | عَصِيمٌ على جَارِ السَّوَالِفِ مُعْقَدُ |
وهنَّ مناخاتٌ يُجلَّلنَ زينة ً | كما اقتانَ بالنَّبتِ العهادُ المُجوَّدُ |
تأطّرْنَ حتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوارِحاً | وذبنَ كما ذابَ السَّديفُ المسرهدُ |
عَبِيراً وَمِسْكاً مَانَهُ الرَّشْحُ رَادِعاً | بهِ محجرٌ أو عارضٌ يتفصَّدُ |
وأجْمَعْنَ بَيْناً عَاجِلاً وَتَرَكْنَنِي | بفيفا خُريم قائماً أتلدَّدُ |
كما هاجَ إلفاً ضابحاتٌ عشية ً | لَهُ وَهْوَ مَصْفُودُ اليَدَيْنِ مُقَيَّدُ |
فَقَدْ فُتْنَنِي لمّا وَرَدْنَ خَفَيْنناً | وَهُنَّ عَلَى مَاءِ الحَرَاضَة ِ أبْعَدُ |
فوالله ما أدري أطيخاً تواعدوا | لتمِّ ظمٍ أم ماءَ حيدة َ أوردوا؟ |
وبالأمسِ مَا رَدُّوا لبينٍ جِمَالَهُمْ | لعمري، فعيلَ الصَّبرَ من يتجلَّدُ |
وقد علمتْ تلك المطيَّة ُ أنَّكمْ | مَتَى تَسْلُكُوا فَيْفَا رَشادٍ تَخوَّدوا |