بدتْ لنا الراحُ في تاجٍ من الحببِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بدتْ لنا الراحُ في تاجٍ من الحببِ، | فمزقتْ حالة َ الظلماءِ باللهبِ |
بكرٌ، إذا زوجتْ بالماءِ أولدها | أطفالَ دُرٍّ على مَهدٍ من الذّهَبِ |
بَقيّة ٌ من بَقايا قومِ نُوحٍ، إذا | لاحتْ جلتْ ظلمة َ الأحزانِ والكربِ |
بَعيدَة ُ العَهدِ بالمِعصارِ، لو نَطَقتْ | لحَدّثَتنا بما في سالِفِ الحِقَبِ |
باكَرتُها برِفاقٍ قد زَهَتْ بهِمُ | قَبلَ السُّلافِ سُلافُ العِلمِ والأدَبِ |
بكلّ مُتّشحٍ بالفَضلِ مُتّزِرٍ، | كأنّ في لفظهِ ضرباً من الضربِ |
بل رُبّ لَيلٍ غدا في الآهباتِ غَدَتْ | تنقضّ فيه كؤوسٌ وهيَ كالشهبِ |
بذلتُ عقلي صداقاً حينَ بتُّ بهِ | أزوجُ ابنَ سحابِ بابنة ِ العنبِ |
بتنا بكاساتها صرعَى ، ومضربنا | يعيدُ أرواحنا من مبدأِ الطربِ |
بعثٌ أتانا، فلم ندرِ لفرحتنا | من نفخة ِ الصورِ أم من نفحة ِ القصبِ |
برَوضَة ٍ طَلَّ فيها الطّلُّ أدمُعَهُ، | والدهرُ مبتسمٌ عن ثغرهِ الشنبِ |
بكَتْ عَليهِ أساكيبُ الحَيا، فغَدا | جذلانَ يرفلُ في أثوابهِ القشبِ |
بُسطٌ من الرّوضِ قد حاكتْ مطارِفَها | يَدُ الرّبيعِ، وجارَتْها يَدُ السّحُبِ |
باتتْ تجودُ علينا بالمياهِ، كما | جادتْ يدُ الملكَ المنصورِ بالذهبِ |
بحرٌ تَدَفّقَ بحرُ الجُودِ من يَدِه، | فأصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهوَ مُعتَجِبِ |
بادٍ ببذلِ الندى قبلَ السؤالِ، ومن | في دَولَة ِ التُّركِ أحيا ذِمّة َ العَرَبِ |
بدرٌ أضاءَثغورَ الملكِ فابتسمتْ | به، فكانَ لثَغرِ المُلكِ كالشّنَبِ |
بنى المعالي، وأفني المالَ نائلهُ، | فالمُلكُ في عُرُسٍ والمالُ في حَرَبِ |
ببأسِهِ أضحَتِ الأيّامُ جازعَة ً، | فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مضطربِ |
بأسٌ يذللُ صعبُ الحادثاتِ بهِ، | فأصبَح الدّهرُ يَشكو شدّة َ التّعَبِ |
بهِ تناسيتُ ما لاقيتُ من نصبٍ، | ولذّة ُ الشِّبعِ تُنسي شدّة السّغَبِ |
بادرتهُ، وعقابُ الهمّ يطردني، | فاليومَ قد عادَ كالعنقاءِ في الهربِ |
بكم تبلجَ وجهُ الحقّ، يا ملكاً | بهِ تشرفَ هامُ الملكِ والرتبِ |
بنَيتَ للمَجدِ أبياتاً مُشَيَّدَة ً، | ولم يمدّ لها لولاك من طنبِ |
بسطتَ في الأرضِ عدلاً لو له اتبعتْ | نوائبُ الدهرِ لم تعذرْ، ولم تنبِ |
بَلّغتَ سَيفَكَ في هامِ العدوّ، كما | أنشَيتَ سيفَ العَطا في قِمّة ِ النّشَبِ |
باشر غرائبَ أشعاري، فقَد برَزتْ | إليكَ أبكارُ أفكاري منَ الحُجُبِ |
بَدائعٌ من قَريضٍ لو أتَيتُ بها | في غيركم كان منسوباً إلى الكذبِ |
بقيتَ ما دارتِ الأفلاكُ في نعمٍ، | محرُوسة ٍ من صُروفِ الدّهرِ والنُّوَبِ |