وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ، | ولكنّ نجمي في المحبة قد هوى |
وما كنتُ أرجو وصلَ من قتليَ نوَى ، | وأضنى فؤادي بالقَطيعَة ِ والنّوَى |
لَيسَ في الهَوَى عَجَبُ، | إنْ أصابَني النّصَبُ |
حامِلُ الهَوَى تَعِبُ، | يستفزهُ الطربُ |
أخو الحبّ لا ينفكّ صباً متيمَا، | غَريقَ دُموعٍ قلبُهُ يَشتكي الظّمَا |
لفَرطِ البُكا قد صارَ جِلداً وأعظُمَا، | فلا عَجَبٌ أن يَمزُج الدّمعَ بالدِّمَما |
الغرامُ أنحَلَه، | إذا أصابَ مقتلَه |
إنْ بكى يحقّ له، | ليسَ ما بهِ لعبُ |
ألا قل لذاتِ الخالِ يا ربة َ الذَّكا، | ومن بيضاءٍ الوجهِ فاقتْ على ذُكَا |
شكَوتُ غَرامي لو رَثَيتِ لمَن شَكَا، | وأطلَقتِ دمعي لو شفى الدّمعُ من بكَى |
فانثَنَيتِ ساهيَة ً، | والقلوبُ واهية ً |
تضحكينَ لاهية ً | والمحبُّ ينتحبُ |
أسرتِ فؤادي حينَ أطلقتِ عبرتي، | وبدلتني من منيتي بمنيتي |
ولمّا رأيتِ السّقمَ أنحَلَ مُهجَتي، | تَعَجّبتِ من سُقمي وانكَرتِ قتلتي |
صرتِ إنْ بدا ألمي، | عندَما أرَقتِ دَمي |
تَعجَبينَ من سَقَمي، | صحّتي هيَ العَجَبُ |
تحجبتِ عن عيني، فأيقنتُ الشقا، | وآيسني فرطُ الحجابِ من البقا |
فلمّا أمطتُ السترَ وارتحتُ باللقَا، | غضبتِ بلا ذنبٍ وعاودتي لقا |
حينَ تُرفَعُ الحُجُبُ، | منكَ يَصدُرُ الغَضَبُ |
كلّما انقضَى سببُ | منكِ عادَني سَبَبُ |