لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي، | أبقَتِ المَكرُماتُ كعبَ الإيادي |
ولأبقَتْ فتى المُهَذَّبِ أيدٍ | طوقتْ بالندى رقابَ العبادِ |
ولو أنّ الحمامَ يدفعُ بالبا | سِ، وبِيضِ الظُّبَى وحُمرِ الصِّعادِ |
لحمتهُ يومَ الهياجِ حماة ٌ | تُرعِفُ البِيضَ من نجيعِ الأعادي |
وكُماة ٌ يُظِلّها من وَشيجِ الـ | ـخطّ غابٌ يسيرُ بالآسادِ |
بصفاحٍ تخالُ موجَ المنايا، | في صفا متنِها عيونُ الجرادِ |
كلّ صافي الفرندِ بالماءِ رَ | يّان ولكنّهُ إلى الدّم صادي |
غَيرَ أنّ الأيّامَ بالخَلْقِ تجري | لبلوغِ الآجالِ جَريَ الجِيادِ |
كيفَ تَرجو المَقامَ، والخَلقُ سَفرٌ، | نحنُ رَكبٌ وحادثُ الدّهرِ حادي |
أينَ رَبّ السّريرِ والحِيرَة ِ البَيـ | ـضاء، أم أينَ ربّ ذاتِ العمادِ |
إنّ أسبابَ فاصلاتِ المَنايا | قد أبادتْ فرعونَ ذا الأوتادِ |
ما اعتمادي على الزّمانِ، وقد أو | دى بمَولًى عليهِ كانَ اعتمادي |
بمديدِ الظلالِ مقتضبِ الرّا | يِ بسيطِ النّدى طويلِ النجادِ |
مُسرِفٍ في السّماحِ يُوهمُهُ الجو | دُ بأنّ الإقصادَ في الإقتصادِ |
لم تُرَنّحْ أعطافَهُ نَسمَة ُ الكبْـ | ـرِ، ولا أقتادهُ عنانُ العنادِ |
حاكمٌ حُكمَ المؤمِّل في الما | لِ، وقاضٍ قضَى بحَتفِ الأعادي |
وسرَتْ منهُ سيرَة ُ العَدلِ في النّا | سِ مسيرَ الأرواحِ في الأجسادِ |
شمسُ دينِ اللَّهِ الذي ضَبَطَ الأحـ | ـكامَ ضبطَ الأموالِ بالأعدادِ |
ربَّ حلمٍ للبطشِ فيهِ كمونٌ، | كلظَى النّارِ كامناً في الزنادِ |
سطوة ٌ تظمىء ُ الرواة َ منَ الرّعـ | ـبِ، ونطقٌ يروي النفوس الصوادي |
وانتقادٌ، إذا جلتْ ظلمة ُ اللّفـ | ـظُ كأنّ العِدى فيهِ في جلادِ |
ذو يراعٍ رطبِ المشافرِ يبسِ الـ | ـمَتنِ جَمِّ الضّميرِ خُلوِ الفُؤادِ |
كنتَ فيها خِلواً من الحُسّادِ | نَ صبياً، كمبضعِ الفصادِ |
فإذا ما جَرَى بحَلبَة ِ طرسٍ | ركضَ الرّعبُ في قلوبِ الأعادي |
يطلقُ اللفظَ في السجلّ فيأتي | بالمَعاني مَقرونَة ً في صِفادِ |
ما رأينا من قَبلِ مَجراهُ خَطّاً | ساطعَ النّورِ في ظَلامِ المِدادِ |
كلُّ خطٍّ سوادهُ في بياضٍ، | وتَراهُ بَياضُهُ في السّوادِ |
أينَ خَصبُ الأكنافِ في الزّمنِ الما | حلِ، والسبطُ في السنينَ الجعادِ |
والجوادُ السهلُ اللقاءِ، إذا ما | كانَ سهلُ اللقاءِ غيرَ جوادِ |
سَلَبتهُ الأيّامُ غَدراً، وكانتْ | طَوعَ كَفّيهِ في الأمورِ الشّدادِ |
وأُصيبَتْ لفَقدِهِ، فلهَذا | ألبستْ بعدهُ ثيابَ حدادِ |
كانَ عَضداً للآملينَ، فأمسَى | بنَواهُ يَفُتّ في الأعضادِ |
كان زينَ الأولاد والمالِ إن زيـ | ـنَ سواهُ بالمالِ والأولادِ |
يا حُساماً ما خِلتُ أنّ أديمَ الـ | ـأرضِ يُمسي لهُ منَ الأمجادِ |
كنتَ يَومَ النّدى سَريعاً إلى البِـ | ـرّ، ويَومَ الرّدى أبيَّ القِيادِ |
أيُّ نادٍ للجودِ لم تكُ فيهِ | حاضراً بالنّدى ، وذِكرُكَ بادِ |
أصبَحتْ بعدَكَ المَكارِمُ فُقراً، | والمَعالي عَواطِلَ الأجيادِ |
وتُوُفّي السّماحُ، يومَ توُفّيـ | ـت، فهَل كنتما على ميعادِ |
فعَزيزٌ على المَكارِمِ أن تَخـ | ـفَى ، وفي النّاسِ طيبُ ذكرِك بادِ |
أو يُنادى للمَكرُماتِ، فلا يَسـ | ـبقُ منكَ النّدى نداءَ المنادي |
رَقدَة ٌ ما نَراكَ من قَبلِها ذُقْـ | ـتَ عن المَكرُماتِ طَعمَ رُقادِ |
ما شَهِدْنا من قَبلِها لكَ حالاً | |
أحسنَ اللهث عنكَ صبر المعالي، | وعَزاءَ الإنشاءِ والإنشادِ |
وأطالَ اللَّهُ عُمرَ مَراثيـ | ـكَ فإنّي فيها حليفُ اجتهادِ |
وسقَتْ قبرَكَ الغَوادي، وإن كا | نتْ دموعي روائحاً وغوادي |
فَلَعمري لقد عَهدتُ إلى الدّمـ | ـعِ ليُغنيهِ عن دُموعِ العِهادِ |