وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ، | ومن بغيرِ هواهم ليسَ لي قسمُ |
ومن أموهُ بالذكرى لغيرهمُ | مُعَرِّضاً بسِواهم، والمرادُ هُمُ |
أهوى جودَ الهوى لا بل أدينُ بهِ، | وإن أقَرّ بهِ التّبريحُ والسّقَمُ |
ما كلّ مَن صانَ إجلالاً لمالِكِهِ، | غرامهُ، في صفاءِ الودّ متهمُ |
استودعُ اللهَ قوماً ما أفارقهمْ، | إلا وتدنيهمُ الأفكارُ والحلمُ |
ومَن لكَثرَة ِ تَمثيلي لشَخصِهِمُ، | أظنُّ في كلّ يومٍ أنهمْ قدموا |
أظنهم ما دروا ما بين وقد رحلوا، | تاللهِ لو علموا حالي بهمْ رحموا |
سادوا وقد تَرَكوا جسمي بلا رَمَقٍ | عندي، ليَندُبَهم، والقلب عندهمُ |
صادوا فؤادي وحِلُّ الصّيدِ مُمتَنعٌ، | لهم وقد علموا أنّ الهوى حرمُ |
يا غائبينَ، وما غابتْ محاسنهم، | ونازِحينَ، وأقصَى بَينِهم أُمَمُ |
نمتُم ولم تَحلَموا بي في رُقادِكُمُ، | ومع سهادي بكم يقظانُ أحتلمُ |
وحقِّ موثقِ عهدٍ كنتُ أعهدهُ، | وصحبَة ٍ خِلتُ جَهلاً أنّها رَحِمُ |
ما لذّ لي العيشُ مذ غابتْ محاسنكم، | ولاحلتْ، بعدَ رؤياكم، ليَ النعمُ |
قد كانَ لَيلي نَهاراً من ضِيائكُمُ، | فاليومَ ضوءُ نهاري بعدكمْ ظلمُ |
عشقتكم لخلالٍ كنتُ أعرفهُا، | وإنّما تُعشَقُ الأخلاقُ والشّيَمُ |
لا تنقضوا ذممي بعدَ الوفاءِ بها، | إنّ الكرامَ لديها تحفظُ الذممُ |
لا ذَنبَ لي يوجبُ الهِجرانَ عندكمُ، | وهبهُ كانَ، فأينَ العفو والكرمُ |
أعطى الزمانُ نفيساً من وصالكمُ، | فارتَدّهُ، وعَراهُ بَعدَهُ نَدَمُ |
إلى منِ المشتكى إن عزّ قربكمُ، | ممّا جنى الدهرُ وهوَ الخصمُ والحكمُ |
قد كنتُ أقهرُ صرفَ الحادثاتِ بكم، | فَاليَومَ أصبحَ صَرفُ الدّهرِ يَنتَقِمُ |
كم قد بكَيتُ وقد سارَتْ ركائبُكُم، | فالدّمعُ يَسفَحُ، والأحشاءُ تَضطرِمُ |
ما للمدامعِ لا تطفي لظَى كبدي، | ويُغرِقُ الرّكبَ منها سيلُها العَرِمُ |
وَقَفتُ أُظهِرُ للعُذّالِ مَعذِرَة ً | عنكم وإن صحّ عندَ الناسِ ما زعموا |
قالوا: غدا مغرماً طولَ الزمانِ بهم، | واللَّهُ يَعلَمُ أنّي مُغرَمٌ بِكُمُ |