أرشيف المقالات

تفسير سورة القصص للناشئين (الآيات 71 - 88)

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
تفسير سورة القصص للناشئين
(الآيات 71 - 88)
 
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (71) إلى (77) من سورة «القصص»:
﴿ أرأيتم ﴾: أخبروني.
﴿ سرمدًا ﴾: دائمًا مستمرًّا.
﴿ لتسكنوا فيه ﴾: لتستريحوا بالليل من تعب النهار.
﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾: ولتطلبوا من رزق الله بالسعي والكسب في النهار.
﴿ شهيدًا ﴾: يشهد عليهم بأعمالهم وهو نبيهم.
﴿ برهانكم ﴾: حجتكم على كفركم (وفيه توبيخ وتعجيز لهم).
﴿ وضلَّ عنهم ﴾: وغاب عنهم غيبة الشيء الضائع ما كانوا يزعمون من الشركاء لله.
﴿ قارون ﴾: رجل من قوم موسى أعطاه الله سعة في الرزق وكثرة في الأموال.
﴿ فبغى عليهم ﴾: تكبَّر عليهم.
﴿ الكنوز ﴾: الأموال والجواهر الثمينة المدَّخرة.
﴿ لتنوء بالعصبة ﴾: تميل بهم من ثقلها عليهم.
﴿ أولي القوَّة ﴾: أصحاب القوَّة العظيمة.
﴿ لا تفرح ﴾: لا تغتر.
﴿ وابتغ ﴾: واطلب.
﴿ ولا تبغ الفساد في الأرض ﴾: ولا تعمل بما يغضب الله.
 

مضمون الآيات الكريمة من (71) إلى (77) من سورة «القصص»:

1 - تعرض الآيات بعض مشاهد الكون، فتنبه المشاعر لظاهرتين عظيمتين: ظاهرتي الليل والنهار، وما وراءهما من نفع ونظام دقيق، فهو لم يجعل الدنيا ليلاً دائمًا ولا نهارًا دائمًا، ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه خلق لنا الليل للهدوء والراحة لننشط ونسعى مرة ثانية للحصول على أرزاقنا، وعمارة الحياة في النهار.
 
2 - وننتقل من ذلك إلى القيامة حيث يسأل الكفار والمشركون وما زعموا من شركاء وما ادعوا من أباطيل، ويشهد على كل أمة نبيها، وتقوم الحجة على المعاندين الذين لا يملكون جوابًا إلا الاعتراف بأن الحق كله خالص لله لا شبهة فيه، وقد ضلَّ عنهم ما كانوا يفترون في وقت حاجتهم إليه في موقف الجدل والبرهان.
 
3 - ثم تذكر أن قارون كان من قوم موسى، وقد أعطاه الله مالاً كثيرًا، فطغى وتكبَّر، وعامل الناس على أن المال يخضع له رقاب الناس، فاستذلَّ به العباد، ولم يسخِّر هذا المال في طاعة الله، وإنما سخَّره لمتعه الشخصيَّة.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة: (71) إلى (77) من سورة «القصص»:
المال نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى يجب أن نشكر الله عليه، وأن نؤدي حق الله فيه: من زكاة وصدقات، وأن ننفقه في وجوه الخير وما يحقق مصالح الناس ومنفعة المجتمع، وألا نتخذه سببًا للغرور والتفاخر والتكبر والبغي على الناس واستعبادهم، ولا نكسر به قلوب الفقراء والمحتاجين.

 
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (78) إلى (84) من سورة «القصص»:
﴿ إنما أوتيته ﴾: حصلت عليه.
﴿ على علم عندي ﴾: بحسن تدبيري وعلمي.
﴿ القرون ﴾: الأمم الماضية.
﴿ وأكثر جمعًا ﴾: وأكثر جمعًا للأموال.
﴿ في زينته ﴾: في مظاهر ترفه ونعمته.
﴿ أوتوا العلم ﴾: أهل العلم والفهم السليم.
﴿ ويلكم ﴾: في تحذير لهم مما يتمنون.
﴿ لا يلقاها إلا الصابرون ﴾: لا يعطي هذه المنزلة في الآخرة إلا من صبر ولم تغره الدنيا بزينتها.
﴿ فخسفنا به وبداره الأرض ﴾: وجعلنا الأرض تغور به وبكنوزه.
﴿ تمنوا مكانه ﴾: تمنوا منزلته وغناه.
﴿ ويكأن الله ﴾: صيغة تعجب.
﴿ ويقدر ﴾: يضيق الرزق لحكمته وقضائه.
﴿ من الله علينا ﴾: تفضل علينا ولطف بنا ولم يعطنا ما تمنيناه.
﴿ علوًّا ﴾: تكبرًا وطغيانًا.
﴿ فسادًا ﴾: ظلمًا وعدوانًا.
﴿ والعاقبة للمتقين ﴾: والنهاية الطيبة للذين يخشون الله وينفذون أوامره.
 

مضمون الآيات الكريمة من (78) إلى (84) من سورة «القصص»:

1 - تواصل الآيات قصة قارون الذي لم يشكر ربه على نعمه، وإنما زعم أنه استحق هذا المال بعلمه.
 
2 - ورآه طلاب الدنيا، فتمنوا أن يكون لهم مثل ما أعطي قارون من النعم والثروة، وأما أهل العلم والإيمان فقد نصحوه وحذروه من الاستكبار والطغيان، ونصحوا قومه بأن يرضوا بما قسم الله لهم.
 
3 - فلما طغى قارون وتكبر ولم يستجب لنصح الناصحين خسف الله به الأرض وبجميع أمواله وقصوره، فلم يجد أحدًا يعينه أو ينجيه.
 
4 - ولما رأى القوم ما نزل بقارون من الهلاك ندموا على ما تمنوا من قبل، وحمدوا الله على أنهم لم يكونوا مثله.
 
5 - ثم تعقب الآيات على تلك القصة بأن الله سبحانه وتعالى جعل نعيمه الدائم في الآخرة لمن لا يستكبرون في الأرض، ولا يفسدون، وإنما يفعلون ما أمر الله به، ويجتنبون ما نهى الله عنه.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (78) إلى (84) من سورة «القصص»:
1 - ألا ننخدع بزينة الحياة الدنيا فتكون هي كل همنا؛ وإنما يجب أن نتطلع دائمًا إلى ما هو خير وأبقى فنتخذ ما أعطاه الله من نعم كالعلم والمال والجاه والصحة والوقت وغير ذلك - فيما يرضى الله عز وجل.
 
2 - الإسلام لا يمنع من جمع المال ولا من الحصول على العلم، وإنما يدعو إلى أن يصاحب الإيمان كلاًّ منهما، فبالإيمان يحقق المال السعادة والخير للفرد والمجتمع، ويكون موصلاً صاحبه إلى الجنة، وبالعلم النافع المصاحب للإيمان يكون التواضع والحرص على الخير والتقدم والسعادة.

 
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (85) إلى (88) من سورة «القصص»:
﴿ فرض عليك القرآن ﴾: أنزله عليك وطلب منك ومن أمتك الدعوة إليه.
﴿ لرادك إلى معاد ﴾: لرادك إلى مكة المكرَّمة منتصرًا فاتحًا.
﴿ إلا رحمة من ربك ﴾: ولكن رحمك الله بذلك، ورحم العباد ببعثتك.
﴿ ظهيرًا للكافرين ﴾: معينًا ومساعدًا لهم.
﴿ ولا يصدنك ﴾: ولا يمنعنك.
﴿ إلا وجهه ﴾: إلا الله عز وجل.
﴿ له الحكم ﴾: له وحده القضاء النافذ، والأمر والنهي.
 

مضمون الآيات الكريمة من (85) إلى (88) من سورة «القصص»:

تختم السورة بتوجيه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين وهو مطارد من بلده وقومه عند الجحفة قريبًا من مكة بأن الله لن يتركهم للمشركين يفتنونهم، وسوف يعودون قريبًا لمكة فاتحين وقد ظهر الإسلام وقويت شوكته، ثم طلب منه أن يترك الأمر لله يجازي المهتدين والضالين، فما كان الرسول يتطلع إلى الرسالة من قبل، إنما هو اختيار الله، والله يخلق ما يشاء ويختار، ورحمة الله هي التي اختارته بشيرًا ونذيرًا للعالمين، وخاتمًا للأنبياء والمرسلين؛ فعليه ألا يكون معينًا للكافرين وأن يحذر أن يصدوه عن آيات الله، فالله وحده هو الإله المعبود بحق، وكل شيء دونه هالك، والقضاء له وحده، وهو سريع الحساب.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة: (85) إلى (88) من سورة «القصص»:
1 - إعجاز القرآن الكريم حيث أخبر بفتح مكة ورد أهلها المطرودين منها إليها، وقد تحقق وعد الله.
 
2 - كل شيء زائل، وكل شيء ذاهب: المال والجاه والسلطان، والقوة والحياة والمتاع...
كله هالك فلا يبقى إلى وجه الله الباقي، الحي، المتفرِّد بالبقاء.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١