جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً | لاح الهدى وتجلتِ الظلماءُ |
وهدَتْ محبّاً ظَلْ في ليلِ الجَفا | لمّا هدا وامتدتِ الآناءُ |
رشأ غدا من سكرِ خمرة ِ ريقهِ | متأودا فكأنها صهباءُ |
وسرتْ بخديهِ المدامُ بلطفِها | فتوردا وكساهما اللألاءُ |
وافى يعيدُ من التواصل ضعفَ ما | منهُ بدا إذ صحّ منهُ وفاءُ |
فألمّ بي طوعاً وباتَ لساعدي | متوسِّدا وفراشُه الأعضاءُ |
عانقتهُ مترفقاً وضممتُه | متأيدا إذ نامتِ الرقباءُ |
حى اغتدى من ساعديَّ موشَّحاً | ومقلَّدا وقد اعتراه حياءُ |
وسطا الضياءُ على الظلامِ وحبذا | لو يفتدى وله النفوس فداءُ |
لم أدرِ، ضوءُ الصّبحِ أقبَل جَيشُهُ | متبددا، ولهث الشعاعُ لواءُ |
أو نورُ شمسِ الدّين قد جلّى الدجى | لما بدا وله القلوبُ سماءُ |
شمسٌ إذا ما راحَ ترقبهُ العُلى | وإذا غَدا فكأنّها الحرباءُ |
وإذا تدرعَ فالسماحة ُ درعُه، | وإذا ارتدى فله الجَمالُ رِداءُ |
من آلِ عبسونَ الذيــنَ إذا انتموا | عبسَ الردى وتولتِ اللأواءُ |
وإذا سطوا بكتِ السيوفُ وإن سخوا | ضحكَ الندى وتجلتِ الغماءُ |
قومٌ بهم تُجلى الكُروبُ ومنهمُ | يُرجَى الجَدا إن ضَنَّتِ الأنواءُ |
فنَداهمُ قبلَ السّؤالِ وجَودُهم | قبلَ النّدى وكذلكَ الكُرَماءُ |
وهم منًى لمن اعتفى ومنية ٌ | لمن اعتدى فسعادة ٌ وشقاءُ |
مولاَيَ شمسَ الدّينِ يامَن كَفُّهُ | يروي الصّدى وبها العداة ُ ظماءُ |
اشكو إليكَ غريمَ شوقٍ قد غدا | متَمَرّداما عندَهُ إغضاءُ |
شَوقي إلى عَلياكَ أعظَمُ أن يُرى | متعددا ويعمّه الإحصاءُ |
لا زالَ غيثُ نداكَ يمــطرُ فضة ً، | أو عَسجَدا تَغنى بهِ الفقراءُ |