تيقنَ مذ أعرضتُ أنّي لهُ سالي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تيقنَ مذ أعرضتُ أنّي لهُ سالي، | فأوهَمَ ضِدّي أنّهُ الهاجرُ القالي |
وأظهَرَ للأعداءِ، إذ صَدّ جافياً، | بأنّ جفاهُ عن دلالٍ وإذلالِ |
فلمّا رآني لا أحَرّكُ باسمِهِ | لِساني، ولم أشغَلْ بتَذكارِهِ بالي |
وأيقنض أنّي لا أعودُ لوصلهِ، | ولو قطعتْ بيضُ الصوارمِ أوصالي |
تَعَرّضَ للأعداءِ يَحسبُ أنّهُمْ | يكونونَ في حِفظِ المَوَدّة ِ أمثالي |
فأصبَحَ لمّا جَرّبَ الغَيرَ نادِماً، | كثيفَ حَواشي العيش مُنخفضَ الحالِ |
إذا ما رآهُ عاشقٌ قال شامتاً: | ألا انعمْ صباحاً أيّها الطللُ البالي |
فإنّي إذا ما اختلّ خلٌّ تركتهُ، | وبتُّ، وقلبي من محبتهِ خالِ |
وما أنا ممّنْ يَبذُلُ العِرضَ في الهَوَى | وإن جُدتُ للمَحبوبِ بالرّوحِ والمالِ |
على أنّني لا أجعَلُ الذّلّ سُلّماً | بهِ ترتقي نفسي إلى نيلِ آمالي |
وما زِلتُ في عِشقي عَزيزاً مكَرَّماً، | أجرّ على العشاقِ بالتيهِ أذيالي |
فقُولا لمنْ أمسَى بِهِ مُتَغالياً، | ولم يدرِ أني مرخصٌ ذلكَ الغالي |
كذا لم أزلْ يرعَى المحبونَ فضلتي، | ويَلبَسُ أهلُ الحبّ في العشقِ أسمالي |