طَمَعي في لِقاكَ، بَعْدَ إياسِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَمَعي في لِقاكَ، بَعْدَ إياسِ، | هو أغرى قلبي بقصدِ أياس |
ولو أني علمتُ أنكَ بالزو | راءِ وافَيتُها بعَيني وراسِي |
وكذا في دمشقَ لولاكَ ما أو | ردتُ خَيلي بها على بانياسِ |
بل توهمتُ أن تعودَ إلى الشّا | م، فوافيتُها على سيواسِ |
يا خَليلي من دونِ كلّ خليلٍ، | وأنيسي من دونِ أهلي وناسِي |
لا تكن ناسياً لعَهدي، فإنّي | لستُ ما عشتُ للعُهودِ بناسِي |
قسْ ضَميري على ضَميرِك في الوُ | دّ، فإنّ الوَدادَ علمُ قِياسِي |
واعتمِد موقِناً على صدقِ ودّي، | لا على ما يضمُّه قُرطاسِي |
لو تَراني كما عهِدتَ من اللّـ | ـذّة ِ بينَ القسَيسِ والشمّاسِ |
أشتري التبرَ باللجينِ، ولا أفـ | ـرُقُ ما بينَ عسجدٍ ونحاسِ |
فَتراني يوماً بخَمّارَة ِ النّهـ | ـرِ، وطوراً بحانة ِ الدرباسِ |
فأُناسٌ تَلومُ في نَقصِ كيسي، | وأُناسٌ تَلومُ في مَلءِ كاسِي |
ذاكَ خيرٌ من خدمتي لأناسٍ | هم إذا ما اختَبرتُ غيرُ أناسِ |
يستقلونَ ما بذلتُ من النصـ | ـحِ ويستكثرونَ فضلَ لباسي |
ولو انّي أفوهُ فيهِمْ بلَفظٍ، | كادَ أن ينسفَ الجبالَ الرواسي |
فسأُفني ما قَد حوَيتُ ولا أذ | خرُ فلساً لساعة ِ الإفلاسِ |
وإذا ما غرقتُ في لججِ الهـ | ـمّ، ففي ماردينَ مَلقى المَراسِي |
بلدَة ٌ ما أتَيتُها قطّ إلاّ | خلتُها بلدتي ومسقطَ راسءَ |
بذلوا لي معَ السماحة ِ ودّاً، | هوَ منهم يَزيدُ في إيناسِي |
فنهاري جليسُ ليثِ عرينٍ، | ومَسائي ضَجيعُ ظبيِ كِناسِ |
فأُناسٌ تَقولُ يا أبا فِراسٍ، | وأُناسٌ تَقولُ يا أبا نُواسِ |
لستُ أشكو بها من العيشِ إلاّ | أنني لا أراكَ في الجلاسِ |
سيدي صاحبي أنيسي جليسي، | طوقُ جيدي معاشري تاجَ راسِي |
لايغيركَ ما تقولُ الأعادي، | فبناءُ الودادِ فوقَ أساسِ |
أو نفاري عليك من نصَبِ الدّر | بِ، بحَسبِ الإدلالِ والإيناسِ |
أو خصامُ الشهباءِ في يومِ إخرا | ـظِ لأنّ الفضولَ مثلُ العُطاسِ |
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالزو | اءِ يوماً معَطَّرَ الأنفاسِ |
زرْ حبيباً لنا بدربِ حبيبٍ، | واتلُ شَوقي، وما أبيتُ أُقاسِي |
صاحباً لم يزلْ، إذا دهمَ الهَـ | ـمُّ، يُساوي بنفسهِ ويواسِي |
وإذا ما قضيتَ تَقبيلَ كَفّيـ | ـهِ، فسلّمْ على فتى الدِّرباسِ |
ثمّ صِفْ للجَلالِ نجلَ الحَرير | يّ اشتياقي، والفخرُ نجلُ الياسِ |