جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ، | إذا بدتْ في الليلِ كالشهبِ |
فانحَلَتْ في تاجِها، فجَلَتْ | ظُلَمَ الأحزانِ والكُرَبِ |
خردٌ شابتْ ذوائبُها، | وفروعُ الليلِ لم تشبِ |
سفرتْ كالشمسِ ضاحكة ً | من تواري الشمسِ في الحجبِ |
ما رأينا قبلَ مَنظَرِها، | ضاحكاً في زيّ منتحبِ |
كيفَ لا تحلو ضرائبُها، | وبها ضربٌ من الضرَبِ |
خلتُها، والليلُ معتكرٌ، | ونجومُ الأفقِ لم تغبِ |
قُضُباً من فِضّة غُرسَتْ | فوقَ كثبانٍ من الذهبِ |
أو يَواقيتاً مُنَضّدَة ً، | بينَ كثبانٍ من الذهبِ |
بينَ أيدينا على قُضُبِ | |
أو أساريعاً على عَمَدٍ، | أشرقتْ في زيّ مرتقبِ |
أو رِماحاً في العِدى طُعِنَتْ، | فغَدَتْ مُحمَرّة َ العَذَبِ |
أو سهاماً نصلُها ذهبٌ، | لسوى الظّلماءِ لم تُصِبِ |
أو أعالي حمرِ ألوية ٍ | تشرتْ في جحفلٍ لجبِ |
أو شعافَ الروم قد رُفِعتْ | فوقَ أطرافِ القنا الأشبِ |
أو قياناً من ذوائبِها | شفٌ للشمٍ لم يغبِ |
أو شواظاً للقِرى رُفعتْ | تَتراءى في ذُرى كُثُبِ |
أو لظَى نارِ الحُباحبِ قد | لمَعَتْ للعَينِ عن لَبَبِ |
أو عيونَ الأُسُدِ مُوصَدَة ً | في ذرى غابٍ من القصبِ |
أو خدودَ الغيدِ ساطعة ً | أشرقتْ في فاقعِ النقبِ |
أو شَقيقَ الرّوضِ منتَظِماً | فوقَ مجدولٍ من القصبِ |
أو ذرى نيلوفرٍ رفعتْ | فوقَ قضبانٍ من الغربِ |