ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ، | سماؤها من دكنِهِ كالأرضِ |
مخضتُ فيها العيشَ أيَّ مخضِ، | وفُزتُ فيها بالنّعيمِ المَحْضِ |
وغضّ جفنُ الدّهرِ أيَّ غَضّ، | فبِتُّ من صروفِهِ أستَقضِي |
أرفَعُ قَدرَ عيشَتي بالخفضِ، | لا أكحلُ الجفنَ بها بغمضِ |
مع كلّ ساقٍ كالقضيبِ الغضّ، | يديرُ راحاً بالسّرورِ تَقضِي |
ساطعَة ً كالبرقِ عندَ الوَمضِ، | حتى إذا آنَ أداءَ الفرضِ |
وشقّ جيبُ الفلقِ المبيضّ، | عرضتُ خيلي، فأجدتُ عرضِي |
واخترتُ منها سابقاً ليَ يُرضِي، | يفوتُ لمحَ الطرفِ حينَ يمضي |
كأنذما الأرضُ به في قبضِي، | لافرقَ بينَ طولهِ والعرضِ |
جعلتُهُ وقاية ً لعرضِي، | ثمّ غدوتُ لمرامي أقضِي |
من كلّ سِرْبٍ شارِدٍ منغَضّ، | بأرقطِ الظهرِ صقيلٍ بضِّ |
كسبجٍ في ذهبٍ مرفضّ | أهرتَ رحبِ الصدرِ نائي الغمضِ |
مستثقلَ الشلوِ خفيفَ النّهضِ، | عريضَ بسطِ الكفّ عندَ القبضِ |
محددَ النّابِ لغير عضّ، | منتَصِبَ الأُذنَينِ عندَ الرّكضِ |
مخاتِلَ السّربِ بغيرِ وَفضِ، | مُنخَفِضاً للخَتلِ أيَّ خَفضِ |
مصافحاً بالبطنِ ظهرض الأرضِ، | يَجُسُّها بالكَفّ جَسَّ النّبضِ |
عِناقَ ذي حبت لرَبّ بُغضِ | عاجَلَها كالكَوكبِ المُنقَضّ |
فعانقَ الأكبرَ عندَ النهضِ، | |
فهاضَ منهُ العظمَ عندَ الهضّ، | ورضّ منهُ الصدرَ أيَّ رضِّ |
فقمتُ أسعَى خيفَة ً أن يَقضِي، | أغُضُّ عن زلاتهِ وأغضِي |