عاندهُ في الحُبّ أعوانُه،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عاندهُ في الحُبّ أعوانُه، | وخانهُ في الردّ إخوانُه |
متيمٌ، ليسَ لهث ناصرٌ، | أولُ من عاداهُ سلوانُه |
يكتمُ ما كابدَهُ قلبُه، | ويعجزُ الأعينَ كتمانُه |
ما شانهُ إلاّ مقالُ العدَى ، | وقد همتْ عيناهُ، ماشانُه |
كُلّفَ إخفاءَ الهوَى قَلبُه، | فعَزّ مِن ذلك إمكانُه |
أمانَة ٌ يُشفِقُ مِن حَملِها | لفَرطِ ذاكَ الثّقلِ إنسانُه |
من لمحبٍّ قلبهُ هائمٌ | يحنُّ، والأحبابُ جيرانُه |
ما شامَ برقَ الشامِ إلاّ همتْ | بِوابِلِ الأدمُعِ أجفانُه |
سقَى حمَى وادي حماة َ الحيَا، | وصَيّبُ الوَدقِ وهتّانُه |
وحبّذا العاصي، ويا حَبّذا | دَهشَتُهُ الغَرّا ومَيدانُه |
وادٍ إذا مرّ نسيمٌ بهِ | تَعَطّرَتْ بالمِسكِ أردانُه |
تستأسِرُ الأبطالَ آرامُه، | وتقنصُ الأسادَ غزلانُه |
كم فيه من ظبيٍ هضيمِ الحشا، | إذا انثنى يحسدُه بانُه |
تشابهتْ عندَ مرورِ الصَّبا | قدودُ أهليهِ وأغصانُه |
كم ليلة ٍ قضيتُ في مرجهِ، | وقد طَمَتْ بالماءِ غُدرانُه |
والأفقُ حالٍ بنجومِ الدُّجَى ، | قد كُلّلَتْ بالدُّرّ تيجانُه |
كأنّما الجوزاءُ فيهِ، وقد | حَفّ بها البَدرُ وكَيوانُه |
بيتُ بني أيوبَ، إذْ شيدتْ | بالمَلكِ النّاصرِ أركانُه |
بيتٌ أثيلٌ، بحرُهُ وافرٌ، | قد سلمتْ في المجدِ أوزانُه |
لا غروَ إن أمسَى مَشيِداً، وقد | أُسّسَ بالمَعرُوفِ بُنيانُه |
شيدهُ الناصرُ من بعدِ ما | قد كادَ أن ينزَغَ شَيطانُه |
ملكٌ كأنّ الدهرَ عبدٌ له، | وسائرُ الأيام أعوانُه |
وفى َ لهم في قولِهِ، والوفا | قد بليتْ في اللحدِ أكفانُه |
لا زالَ يُحيي بنداهُ الورى ، | ويُغرِقُ العالَمَ طوفانُه |
يا أيها الملكُ الذي سرُّه | طاعَة ُ ذي الأمرِ وإعلانُه |
تَهنَّ بالملكِ الذي لم تكنْ | تُلقَى إلى غيركَ أرسانُه |
طَلائعُ الإقبالِ جاءَتْ، وذا | مقتبلُ العمرِ وريعانُه |
هذا كِتابٌ ناطقٌ بالعلى ، | وهذه الرتبة ُ عُنوانُه |
فافخرْ، فما فخرُكَ بَدعاً، وقد | قامَ لأهلِ العصرِ بُرهانُه |
يَفخرُ ذو الملكِ، إذا ما بَدا | لهُ من السلطانِ إحسانُه |
فكيفَ من والدهُ قد قضَى ، | فأصبَحَ الوالدَ سلطانُه |
زكّاكُمُ قُربانُ إيمانِكُم | بهِ، وزكّى الغَيرَ إيمانُه |
من يكُ إسماعيلُ اصلاً له | لا بَدَعَ أن يُقبَلَ قُربانُه |
أبٌ بهِ ترفعُ عن مجدكم | قواعدُ البيتِ وأركانُه |
ابلجُ لا يخسرُ من أمَّهُ | يوماً، ولا يخسرُ ميزانُه |
تكادُ أن تعشو إلى ضيفِه | لفَرطِ ما تَهواهُ نيرانُه |
إنْ ذُكرَ العِلمُ، فنُعمانُه، | او ذكرَ الحكمُ فلقمانُه |
أحزننا فقدانُهُ، فانجلتْ | بالمَلِك الأفضلِ أحزانُه |
سَلامُ ذي العَرشِ على نَفسه، | ورحمة ُ اللهِ ورضوانُه |