إلى متى ؟
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إلى متى والليل لا يرحل | وكلُّ هذا العهرُ لا يخجلُ ؟ |
والساق لا تسأل عن ساقها | والباب لا يورى ولا يقفل |
إلى متى والشيخ لا يرعوي | عن غيّه ، والطفلُ لا يعقل |
إلى متى والريحُ في أرضنا | تعوي ، وهذا الجبن يستبسل ؟ |
والسهلُ لا يهفو إلى سهله | والنهرُ لا نهرٌ ولا جدول |
والجهل يقضي بيننا واثقاً | والعقل لا يقضي ولا يفصل |
**** | *** |
إلى متى ينزو علينا الأسى | والكأس من آهاتنا تثمل ؟ ! |
وكل أهل الأرض قد مزقوا | أكفانهم ، بل سافروا واعتلوا |
ونحن في بحر خصوماتنا | والنار غيرَ الودِّ لا تأكل |
راياتنا ألفٌ بلا عزة | أصواتنا من بعضها تجفل ! ! |
والبلبل الغريد لا ينتشي | والوردُ في أكمامه يذبل |
وكلنا يا أمتي ظامىءٌ | ودون هذا المنحنى المنهل .. |
**** | *** |
يا أمتي يا أمتي إنني | أبكي وصدري من أسً مِرجل |
أعزّنا الله فماذا جرى | حتى يهون النسرُ والأجدلُ ! ؟ |
وعندنا يا أمتي مشعلٌ | فكيف يخبو عندنا المشعل |
ونحن قومٌ سادة في الورى | ونحن من أسيادهم أفضل |
فكيف ينأى المجد في أرضنا | والنصر عن أسيافنا يذهل |
وكيف نستنبت هذا الأذى | وكلنا في حقده يوغل |
وكلما مرّت ليال بنا | رأيتُ فيها الخطبَ يستفحل |
**** | *** |
أضيق بالحرف وأشجانه | فالحرف في أفواهنا حنظلُ |
الخيل كلّ الخيل صهالةٌ | ما بال هذي الخيل لا تصهلُ ؟ ! |
والناس شادوا ناطحات السما | ونحن يغفو عندنا المعول |
ننام والحالُ على حالها | (اللهو والهَيصة والبرْْطل) |
كم مرة همت بها أمتي | همّتْ ورغم الهمِّ لا تفعل ! |
كم مرة كان لنا محفلٌ | وانفضّ عن أسراره المحفل |
**** | *** |
القدس ما زالت على حالها | واللدّ والرملة والكرملُ |
والشعب ما زال بها صامداً | رغم العذاب المرّ يستبسل |
يا أمتي يا كعبةً للهدى | يا أيها السيف الذي يُصقل |
ما زال نبض الحب في خافقي | هلا يجيء القادم الأول |
أرنو إلى تلك الوجوه التي | فيها يضيء الليلُ بل يرحل |
ما زال فينا عصبةٌ حرة | في كلِّ يوم حبلها يُفتل |
تمضي ويمضي الفجر في إثرها | فيها يُرى تاريخنا المقبلُ |