مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ | علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني |
هَفَتِ الوُرقُ بالرّياضِ وناحَتْ، | شجوُ هذا الحمامِ مما شجاني |
بِأبي طَفْلَة ٌ لَعُوبٌ تَهَادَى | من بناتِ الخدورِ بين الغَواني |
طلعتْ في الخيامِ شمساً، فلمَّا | أفلتْ أشرقتْ بأفقِ جناني |
يا طُلولاً برامة ٍ دارساتٍ، | كم رأتْ من كواعبٍ وحِسانِ |
بأبي ثمَّ بي غزالٌ ربيبٌ | يَرْتَعِي بينَ أضلُعي في أمَانِ |
مَا عليه مِنْ نارِها، فهْو نُورٌ، | هكذا النورُ مُخمِدُ النِّيرانِ |
يا خَلِيلَيّ عَرّجَا بعِناني، | لأرى رسمَ دارِها بعِياني |
فإذا ما بلغتُما الدارَ حُطّا، | وبها صاحبايَ فليبكياني |
وقِفا بي على الطّلولِ قليلاً، | نتباكى ، بلْ أبكي ممَّا دهاني |
الهَوَى راشقي بغَيرِ سِهَامٍ، | الهَوَى قاتلي بغَيْرِ سِنَانِ |
عَرّفاني إذا بَكَيْتُ لدَيْهَا، | تُسْعِداني على البُكا تُسْعِدَاني |
واذكرا لي حديثَ هندٍ ولبنى | وسليمى وزينبٍ وعِنانِ |
ثمّ زِيدا من حاجرٍ وَزَرُودٍ | خبراً عنْ مراتعِ الغِزلانِ |
واندباني بشعرِ قيسٍ وليلى ، | وبمَيٍّ، والمُبْتَلَى غَيلانِ |
طالَ شَوْقي لِطَفْلَة ٍ ذاتِ نَثْرٍ | ونِظامٍ ومِنْبَرٍ وَبَيانِ |
من بناتِ الملوك من دارِ فرسٍ، | من أجلّ البلادِ من أصْبَهَانِ |
هيَ بنتُ العِرَاقِ بنتُ إمامي، | وأنا ضِدّها سَلِيلُ يماني |
هلْ رأيتمْ، يا سادتي، أو سمعتمْ | أنّ ضِدّينِ قَطُّ يَجتمِعَانِ |
لو تَرَانَا برامة ٍ نَتَعَاطَى | أكؤساً للهوى بغيرِ بنانِ |
والهوى بيننا يسوقُ حديثاً | طيباً مطرباً بغيرِ لسانِ |
لرأيتم ما يذهبُ العقلُ فيهِ | يمنٌ والعراقُ معتنقانِ |
كذبَ الشاعرُ الذي قال قبلي، | وبأحجارِ عقلهِ قدْ رماني |
أيها المُنكِحُ الثريّا سُهيلاً! | عَمرَكَ الله كيْفَ يَلْتقِيَانِ |
هيَ شاميَّة ُ، إذا ما استقلتْ | وسُهَيْلٌ، إذا استهَلّ يَمَانِي |