خل قلبي من سليمى نبلها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خل قلبي من سليمى نبلها | إذْ رمتْني بسهامٍ لم تَطِشْ |
طفلة الأطراف رودٌ دمية ٌ | وشواها بَختريٌّ لم يُحَشْ |
وتزين الوجهَ منها غُرّة ٌ | تبرق الأبصار منها لم تعش |
وكأن الدر في أخراصها | بَيْضُ كَحْلاءَ أقَّرتْهُ بِعُشْ |
ولها عينا مهاة ٍ في مهاً | ترتعي نبتَ خُزامى ونَتَشْ |
بعضها يغذو سخالاً نبهاً | قائماتٍ بينَ ثيرانٍ نُفُشْ |
ترتعي نبت عَدابٍ مونقٍ | نور مزبادٍ ونوراً للكرش |
لا ترى إلا صواراً راتعاً | أو رعيلاً زاعلاً مثل الحَبَش |
ركبت منه كعابٌ حمشة ٌ | بينَ سوقٍ وظنابيبَ حُمُشْ |
وكأنَّ الصُحْمَ من ظِلمانِها | كُلَّما أَنْسَلْنَ زِفّاً شومُ فَرْش |
وإذا تضحك سلمى عن مهاً | لاح برقٌ هم مشعوفٍ عطش |
حُرّة ُ الحُسْنِ رخيمٌ صَوْتُها | رطبٌ تجنيه كف المنتقش |
وهي في الدجن إذا ما عونقت | مُنية ُ البعلِ وهمُّ المُفترش |
أيها الساقي سقته مزنة ٌ | من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش |
إمدح الكأس ومن أعملها | وکهْجُ قوماً قتلونا بالعَطَشْ |
إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ | فإذا ماغاب عنا لم نعش |
وكأَنَّ الشربَ قومٌ مَوّتوا | من يقم منهم لبولٍ يرتعش |
خرس الألسن مما صابهم | بين مصدوعٍ وصاحٍ منتعِش |
من حُمّيا قَرْقَفٍ حُصِّيَّة ٍ | قَهْوة ٍ حَوْليّة ٍ لم تُمْتَحَشْ |
فهي صافٍ لونها مبيضة ٌ | آلَ منها في خَوابٍ لم تُغَشْ |
ينفع المزكوم منها ريحها | ثم تشفي داءَهُ إنْ لم تُنَشْ |
وتُرخّي بالَ مَنْ يشربُها | ويفدّي كرمَها عندَ التَّجشْ |
وهي من يطعمُها يشحَذْ لَها | ينفق الأموال فيها كل هش |
وبنو شيْبانَ حولي منهُمُ | حلقٌ غلبٌ وليست بالقمش |
زاد شيبان وأثرى زرعها | آبِرُ الزرعِ وعَيْشٌ غَيرُ عَشْ |
وردوا المجد وكانوا أهله | فرووا والمجد عافٍ لم ينش |
وهي الشدق إذا ما استنطقت | أبلغت في كل فنٍ لم تكش |
وترى الخيل لدى أبياتهم | كلَّ جرداءَ وساجيٍّ هَمِشْ |
ليس في الألوان منها هُجنة ٌ | بَلَقُ الغُثْرِ ولا عَيْبُ بَرَشْ |
يتجاوبْنَ صهيلاً في الدُّجى | أَرِناتٍ بين صلصالٍ وجُشْ |
فَبِها يحوونَ أموالَ العِدا | ويصيدون عليها كل وحش |
دميت أكفالها من طعنهم | بالردينيات والخيل النجش |
وهمف يالحرب لما زاحفوا | بَيْنَ خَيْلَيْنِ بزحفٍ منتغِشْ |
نُنْهِلُ الخطِّيَ مِنْ أعدائِنا | ثُمَّ نفري الهامَ إن لمْ نَفْترِش |
بأكف لقحت لما سمت | بسيوفٍ ربعياتٍ بهش |
عاضباتٍ كل قرنٍ للكبش | |
وإذا الإبل من المحل غدت | وهي في أعينها مثل العمش |
حُسَّرَ الأوبارِ مما لَقِيَتْ | من سحابٍ صاف عنها لم يرش |
خسف الأعين ترعى جوفة ً | همدت أوبارها لم تنتفش |
وأمات المحلُ من حيّاتهِ | جاحراتٍ كلَّ أَفعى وحَنَشْ |
قتل الضب فأودى هزله | ليسَ يُبدي ذَنباً للمحتَرِشْ |
فهم فيها مخاصيب إذا | لم يكنْ حَشْوٌ لمن لا يحتنِشْ |
نُنْعِشُ العافي ومَنْ لاذَ بِنا | بِسِجالٍ جئنَ من أيدي نُعُشْ |
ونغدّي الضيْفَ من شَحمِ الذُّرى | من سديفٍ مشبعٍ منه نعش |
وهُمُ إنْ يَخْتَرِشْ أموالَهُمْ | سائلٌ يملون كف المخترش |
من مهارى رحلة ٍ يعطونها | بين مخشوشٍ وعَنْسٍ لم تُخَشْ |
ذاكَ قَوْلي وثنائي، وهُمُ | أهلُ وُدّي، خالصٌ في غير غِش |
فَسَلوا شَيْبانَ إنْ فارقتُها | يوم يمشون إلى قبري بنعش |
هلْ غَشِيْنا مَحْرَماً مِنْ قَوْمِنا | أوْ جَزَيْنا جازياً فُحشاً بِفُحْشْ |