بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ | حين ازلأموا فما عاجوا ولا حبسوا |
يحدى بهم كل عجعاج ويعملة ٍ | مافي سوالفها عيبٌ ولا قعس |
تَعومُ في الآلِ مُرخاة ً أَزِمّتُها | إذا أقولُ ونَوْا من سَيْرِهم ملسُوا |
وفي الخدور مهاً بيضٌ محاجرها | تفتر عن بردٍ قد زانه اللعس |
يشفي القلوب عذابٌ لو يجادبه | كالبرق لا روقٌ فيه ولا كسس |
مرضى العيون ولم يعلق بها مرضٌ | شُمُّ الأُنوفِ فلا غَلْظٌ ولا فَطَسُ |
تكسو الجلود عبيراً لونها شرقٌ | فَكُلُّ أبشارِها مصفّرة ٌ مُلُسُ |
فلم يبالوك إذ ساروا لطيتهم | وكان منهم سفاه الرأي والشكس |
فدِمنة ُ الدارِ بَعْدَ الحيِّ قد بَلِيَتْ | ترابها بحسى الأرواح مكتنس |
ومايزال عليها مسبلٌ هطلٌ | مُستأسِدٌ هَزِجٌ بالماءِ مُرتَجِسُ |
جَوْنٌ رُكامٌ سِماكيٌّ له لَجَبٌ | كأنه ماكثٌ في الدار مُحتَبَسُ |
يفري الإكام مع القيعان وابله | يَنْزعُ جِلْدَ الحصى أَجشُّ مُنبجِسُ |
أبلى معارفَ أطْلالٍ وغَيَّرها | فكلُّ آياتِها مَمْحُوَّة ٌ طُمُس |
نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومشجوجٌ وملتبد | كأنها كُتُبٌ عاديّة ٌ دُرُسُ |
فالعين فيها وخيطان النعام بها | والعون : أطهارها واللقح الشمس |
وليسَ يحبِسُني عن رِحْلة ٍ عَرَضَتْ | صوتُ الغُدافِ ولا العطّاسة ُ الغُطُسُ |
ومهمة ٍ قفرة ٍ أجنٍ مناهلها | ديمومة ٍ ما بها جن ولا أنس |
يُقْوي بِها الرَّكبُ حتى ما يكونَ لهم | إلا الزناد وإلا القدح مقتبس |
كأنَّ أعلامَها والآلُ يرفعُها | سُبّاحُ ذي زَبَدٍ تبدو وَتغْتَمِسُ |
بها توائم جونٌ في أفاحصها | مثل الكلى عزهن الماء والغلس |
حكّتْ جُلوداً كأنَّ الريشَ إِذْ بَثَرتْ | من قبلِ تشويكهِ في بَثْرِهِ العَدَسُ |
قد جُبْتُها ورؤوسُ القومِ مائلة ٌ | من متِّهم ومنَ الإدلاجِ قد نَعَسوا |
كأنهم في السرى والليل غامرهم | إذْ كلّموكَ من الإسْآد قد خرِسوا |
لم يبق منهم وقد مالت عمائمهم | معانقي الميس إلا الروح والنفس |
تخدي بهم ضمرٌ حوضٌ وسيرتها | تكاد منها رقاب الركب تنفرس |
كأنَّ أصواتَ أَلْحِيها إذا اصطدَمَتْ | أصواتُ عيدانِ رُهبانٍ إذا نَقَسوا |
تحملُني جَسْرة ٌ أُجْدٌ مُضَبَّرة ٌ | وَجْناءُ مُجفرة ٌ مَنْسوبة ٌ سَدَسُ |
رهب عرندسة ٌ حرفٌ مذكرة ٌ | فكلُّ أَخفافِها ملثومة ٌ لُطُسُ |
تُمِرُّ جَثْلاً على الحاذَيْنِ ذا خُصَلٍ | مثل القوادم ، لم يعلق بها العبس |
قد أثر النسع فيها وهي مسنفة ٌ | كما يؤثِّرُ في العاديّة ِ المَرَسُ |
كأنَّها بَعْد جَهْدِ العينِ إذ ضَمَرتْ | مُوَلَّعٌ لَهَقٌ في وجْههِ خَنَسٌ |
باتَ إلى حِقْفِ أَرطاة ٍ تصفّقُهُ | ريحٌ ، فلما انجلى عن شخصه الغلس |
صادَفَ خُوطاً قليلَ اللحمِ مُفْتَدِياً | من أهلِ دَوْمة َ صيدَ الوحشِ يَلْتمِسُ |
أشلى كلاباً فلم تنكل وأجريها | غضفاً نواحل في ألوانها غبس |
فاشتق تحمله رح ويحملها | وهو بذعرٍ من القّناص مُنْتَخَسُ |
حتى إذا كان من أفواهها كثباً | وما طلته ضراءٌ كلها حنس |
كر وقد لحقت منها سوابقها | كأنه مرزبانٌ مغضبٌ مرس |
يهز لدناً يذب الضاريات به | فهنَّ شتّانَ: مجروخٌ ومُنْحدِسُ |
أردى أوائلها طعناً فأقصدها | ففي التوالي إلى كَلاّبها شَوَسُ |
وانصاعَ كالكَوْكبِ الدُّرِّيِ مَيْعتُهُ | كما تضرَّم وَسْطَ الظلمة ِ القَبَسُ |
فذاك شبّهتُهُ عَنْساً مُقَتَّلة ً | إذْ كلُّ حبلٍ عليها جائلٌ سَلِسُ |
تنوي الوليد أمير المؤمنين وإن | طال السفار وأضحت دونه الطبس |
خليفة َ اللهِ يُستسقى الغمامُ بهِ | ما مسَّ أثوابَهُ من غَدْرة ٍ دَنَسُ |
ملكاً هماماً يجيل الأمر جائله | إذا تحير عند الخطة الهوس |
دانتْ لهُ عَربُ الآفاقِ خَشْيَتَهُ | والرومُ دانتْ لَهُ جمعاءَ والفُرُس |
خافوا كتائبَ غُلْباً أَن تطيف بِهِمْ | للسابغات على أبطالها جرس |
بهن تحوي سبياً ثم تقسمها | كما يصيدك وحش القفرة الفرس |
قَسْراً عَدوَّك إنَّ الضغن قاتِلُهُمْ | وإنهم إن أرادوا غدرة ً تعسوا |
لا يبصرون وفي آذانهم صممٌ | إذا نعشتهم من فتنة ٍ ركسوا |
هم الذين سمعتُ اللهَ أَوْعَدَهُمْ | المشركون ومن لم يهوكم نجس |
هَجَّنَ أقوالَهم ما قُلتَ من حَسَنٍ | عند المقامة ِ إنْ قاموا وإن جَلَسوا |
هَدَتْ أميَّة ُ سُبْلَ الحقِّ تابِعَها | إنَ الأمورَ على ذي الشك تَلْتَبِسُ |
ذوو جُدودٍ إذا ما حُودِسَتْ حَدَسَتْ | إنَّ الجدودَ تَلاقى ثم تَحتَدِسُ |
وأسهلُ الناسِ أعطانا لمختَبِطٍ | وأكثرُ الناسِ عيداناً إذا حَمَسوا |
لا يجزعون إذا ما القتل حل بهم | ولا يرون فراحى إن هم خمسوا |
إذا قريشٌ سمت كانوا ذوائبها | وخيرُهُمْ مَنْبِتاً في المجدِ إِذْ غُرِسوا |
قومٌ هُمُ مَوَّلوني قد عَفَوْتُهُمُ | فلا وجدك ما ضنوا ولا عبسوا |