قلْ للمنازلِ بالكديد: تكلمي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلْ للمنازلِ بالكديد: تكلمي، | دَرَسَتْ، وَعَهْدُ جَدِيدِها لَمْ يَقْدُمِ |
لَعِبَتْ بِجِدَّتِها الرِّياحُ وَتَارَة ً | تعتادها ديمٌ بأسحمَ مرهمِ |
دارَ التي صادتْ فؤادكَ، إذْ بدتْ | بالخيفِ، لما التفّ أهلُ الموسم |
قَالَتْ لآنِسَة ٍ رَدَاحٍ عِنْدَهَا | كَکلرِّئْمِ في عَقِدِ الكَثِيبِ الأَيْهَمِ |
هذا الذي منحَ الحسانَ فؤادهُ، | وَشَرِكْنَهُ في مُخِّه وَالأَعْظَمُ؟ |
قالت: نعمْ، فتنكبي بي، إنه | ذربُ اللسانِ، إخالهُ لم يسلم |
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي، فَقُلْتُ لَهَا: کذْهَبي | فَاشْكِي إلَيْها ما عَلِمْتِ وَسَلِّمي |
قولي: يقول: تحوبي في عاشقٍ، | كَلِفٍ بِكُمْ حَتَّى المَمَاتِ مُتَيَّمِ |
فكي رهينتهُ، فإن لم تفعلي، | فَکبْكي عَلَى قَتْلِ کبْنِ عَمِّكِ وَکسْلَمي |
ويقول إنكِ قد علمتِ بأنكمْ | أصبحتمْ يا بشرُ أوجهَ ذي دم |
فتبسمتْ عجباً، وقالت: حقهُ | أن لا يعلمنا بما لم نعلم |
علمي به، والله يغفرُ ذنبه، | فيما بدا لي ذو هوى متقسم |
طرفٌ ينازعه إلى الأدنى الهوى ، | وَيَبُتُّ خُلَّة َ ذي الوِصَالِ الأَقْدَم |
وَتَغَاطَسَتْ عَمّا بِنَا، وَلَقَدْ تَرَى | أن قد تخللتِ الفؤادَ بأسهم |
قالت لها: ماذا أردُّ على فتى ً، | أَقْصَدْتِهِ بِعَفَافَة ٍ وَتَكَرُّمِ؟ |
قَالَتْ أَقُولُ لَهُ بِأَنَّكَ مَازِحٌ | كَلِفٌ بِكُلِّ مُغَوِّرٍ وَمُتَّهِمِ |
قالت لها: بل قد أردتِ بعادهُ، | لَما عَرَفْتِ بِأَنْ مَلَكْتِ، فَتَمِّمي |