رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني | لما هيدُ ريمٍ زينتهُ الصرائمُ |
وَذو أُشُرٍ عَذْبٌ كَأَنَّ نَبَاتَهُ | جنى أقحوانٍ، نبته متناعمُ |
نَظَرْتُ إلَيْهَا بِکلمُحَصَّبه مِنْ مِنًى | ولي نظرٌ، لولا التحرجُ، عارم |
فَقُلْتُ: أَشَمْسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بيعَة ٍ، | بدتْ لك تحتَ السجف أم انت حالم؟ |
مُهَفْهَفَة ٌ، غَرّاءُ صِفْرٌ وشاحُها، | وفي المرطِ منها أهيلٌ متراكم |
بعيدة ُ مهوى القرط، إما لنوفلٌ | أَبوها، وإمّا عَبْدُ شَمْسٍ، وَهَاشِمُ |
ومدّ عليها السجفَ يومَ لقيتها، | على عجلٍ، تباعها والخوادم |
فلم استطعها غيرَ أنْ قد بدا لنا، | عشية َ راحتْ، كفها والمعاصم |
مَعَاصِمُ لَمْ تَضْرِبْ عَلَى البَهْمِ بِکلضُّحَى | عصاها، وَوَجْهٌ لَمْ تُلِحْه السَّمَائِمُ |
نضيرٌ، ترى فيه أساريعَ مائه، | صبيحٌ، تغاديه الاكفُّ النواعم |
إذا ما دَعَتْ أَتْرابَها، فکكْتَنَفْنَها، | تَمَايَلْنَ أَوْ مَالَتْ بِهِنَّ المَآكِمُ |
طَلَبْنَ الصِّبَا حَتَّى إذا ما أَصَبْنَهُ | نزعنَ، وهنّ المسلماتُ الظوالم |
فَذَكَّرْتُها داءً قَدِيماً مُخَامِراً | تَقَطَّعَ مِنْهُ إنْ ذَكَرْنَ الخَيَازِمُ |
وَقُرْبُكِ لا يُجْدي عَلَيَّ، وَنأْيُكُمْ | جوى داخلٌ في القلبِ يا هندُ لازم |
فَإنْ بِنْتِ كَدَّرْتِ المَعَاشَ صَبَابَة ً، | وإنْ تصقبي فالقلبُ حيرانُ هائم |
وقد زعمتْ أنّ الذي وجدتْ بنا | مقيمٌ لنا في أسودِ القلبِ، دائم |