يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الطللا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الطللا | عَنْ بَعْضِ مَنْ حَلَّهُ بِکلأَمْسِ، ما فَعَلا |
فقال لي الربعُ، لما ان وقفتُ به: | إنَّ الخَلِيطَ أَجَدَّ البَيْنَ فَکحْتَمَلا |
وَخَادَعَتْكَ النَّوَى حَتَّى رَأَيْتَهُمُ | في الفجرِ، يحتثُّ حادي عيرهم زجلا |
لَمّا وَقَفْنَا نُحَيّيهِمْ، وَقَدْ شَحَطَتْ | نَعَامَة ُ البَيْنِ، فَکسْتَوْلَتْ بِهِم أُصُلا |
قَامَتْ تَرَاءَى لِحَيْنٍ سَاقَهُ قَدَرٌ، | وقد نرى انها لن تسبقَ الأجلا |
بِفَاحِمٍ مُكْرَعِ سودٍ غَدَائِرُهُ | تَثْني عَلَى المَتْنِ مِنْهُ وَارِداً جَثَلا |
ومقلتيْ نعجة ٍ أدماءَ، أسلمها | أحوى المدامع، طاوي الكشح قد خذلا |
وَنَيِّر النَّبْتِ عَذْبٍ بَارِدٍ خَصِرٍ، | كَکلأُقْحُوَانِ عِذابٍ طَعْمُهُ رَتِلا |
كَأَنَّ إسْفِنْطَة ً شِيبَتْ بِذِي شَبَمٍ | مِنْ صَوْبِ أَزْرَقَ هَبَّتْ رِيحُهُ شَمَلا |
والعنبرَ الاكلفَ المسحوقَ خالطهُ، | والزنجبيلَ، وراحَ الشامِ، والعسلا |
تَشْفي الضَّجِيعَ بِهِ، وَهْنَا، عَوَارِضُها، | إذا تَغَوَّرَ هذا النَّجْمُ وَکعْتَدَلا |
قَالَتْ عَلَى رِقْبَة ٍ يَوْماً لِجَارَتِها: | ما تأمرينَ؟ فإنّ القلبَ قد تبلا |
وهل ليَ اليومَ من أختٍ مواسية ٍ | منكنَ، أشكو إليها بعضَ ما عملا؟ |
فجاوبتها حصانٌ غيرُ فاحشة ٍ، | بِرَجْعِ قَوْلٍ، وأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ خَطِلا: |
إقني حياءك في سترٍ، وفي كرمٍ، | فلستِ اولَ أنثى علقتْ رجلا |
لا تظهري حبه، حتى أراجعهُ، | إني سأكفيكه، إنْ لم أمتْ عجلا |
صدت بعاداً، وقالت للتي معها: | بِکللَّهِ لُوميهِ في بَعْضِ الَّذي فَعَلا |
وَحَدِّثيهِ بما حُدِّثْتِ، وکسْتَمِعي | ماذا يقولُ، ولا تعييْ به جدلا |
حَتَّى يَرَى أَنَّ ما قَالَ الوُشاة ُ لَهُ | فينا، لديهِ إلينا كله نقلا |
وعرفيه به كالهزلِ، واحتفظي | في غيرِ معتبة ٍ أنْ تغضبي الرجلا |
فَإنَّ عَهْدي بِهِ، وَکللَّهُ يَحْفَظُهُ، | وَإنْ أَتَى الذَّنْبَ مِمَّنْ يَكْرَهُ العَذَلا |
لَوْ عِنْدَنَا کغْتِيبَ، أَوْ نِيلَتْ نَقِيصَتُهُ، | ماى بَ مغتابه من عندنا جذلا |
قلتُ: اسمعي فلقد أبلغتِ في لطفٍ، | وليس يخفى على ذي اللبِّ من هزلا |
هذا أرادتْ به بخلاً لنعذرها، | وقد نرى أنها لن تعدمَ العللا |
ما سُمِّيَ القَلْبُ إلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ | ولا الفؤادُ فؤاداً غيرَ انْ عقلا |
أما الحديثُ الذي قالتْ أتيتُ به، | فما عنيتُ به، إذْ جاءني، حولا |
مَا أَطَعْتُ بِهَا بِالْغَيْبِ، قَدْ عَلِمَتْ | مَقَالَة َ الكَاشِحِ الواشي إذا مَحَلا |
إنِّي لأَرْجِعُهُ فيها بِسُخْطَتِهِ | وقد أتاني يرجي طاعتي نفلا |