جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها، | فقرني يومَ الحصابِ إلى قتلي |
فطارت بحد من قؤادي، وقارنتْ | قَرِيبَتُها حَبْلَ الصفاءِ إلَى حَبْلي |
فما انسَ ملأشياءِ لا أنسَ موقفي، | وموقفها يوماً بقارعة ِ النخلِ |
فلما توافقنا عرفتُ الذي بها، | كَمِثْلِ الَّذي بي حَذْوَكَ النَّعْلَ بکلنَّعْلِ |
فعاجتْ بأمثالِ الظباءِ نواعمٍ، | إلى موقفٍ بين الحجونِ إلى النخل |
فقالت لأترابٍ لها شبهِ الدمى ، | أَطَلْنَ التَّمَنّي والوُقُوفَ عَلَى شُغْلي |
وقالتْ لهنّ: ارجعنَ شيئاً، لعلنا | نعاتبُ هذا، أو يراجعَ في وصل |
فَقُلْنَ لَها: هذا عِشاءٌ، وأَهْلُنا | قَريبٌ، أَلمّا تَسْأَمي مَرْكبَ البَغْلِ؟ |
فقالت: فما شئتنّ، قلنَ لها: انزلي، | فللأرضُ خيرٌ من وقوفٍ على رحل |
وَقُمْنَ إلَيْها، كَکلدُّمَى ، فَکكْتَنَفْنَها | وَكُلٌّ يُفَدي بِکلمَوَدَّة ِ وَالأَهْلِ |
نُجومٌ دَرارِيٌّ تَكَنَّفْنَ صُورَة ً | من البدر وافت، غيرُ هوجٍ ولا نكل |
فَسَلَّمْتُ وکسْتَأْنَسْتُ خَيْفَة َ أَنْ يَرَى | عدوّ مكاني أو يرى كاشحٌ فعلي |
فقالت، وأرختْ جانبَ الستر: إنما | مَعي فَتَحَدَّثْ غَيْرَ ذي رِقْبَة ٍ أَهْلي |
فقلتُ لها: ما بي لهم من ترقبٍ، | وَلَكِنَّ سِرّي لَيْسَ يَحْمِلُهُ مِثْلي |
فَلَمَّا کقْتَصَرْنا دُونَهُنَّ حَدِيثَنا، | وَهُنَّ طَبيبات بِحَاجَة ِ ذي التَّبْلِ |
عَرَفْنَ الَّذي تَهْوَى ، فَقُلْنَ لَها: کئْذَني | نطفْ ساعة ً في طيبِ ليلٍ وفي سهل |
فقالت: فلا تلبثنَ، قلنَ، تحدثي، | اتيناكِ، وانسبنَ انسيابَ مها الرمل |
فقمنَ، وقد أفهمنَ ذا اللبِّ أنما | فَعَلْنَ الَّذي يَفْعَلْنَ في ذَاكَ مِنْ أَجْلي |
وباتتْ تمجُّ المسكَ في فيَّ غادة ٌ، | بعيدة ُ مهوى القرطِ صامتة ُ الحجل |
تقلبُ عيني ظبية ٍ ترتعي الخلى ، | وتحنو على رخصِ الشوى أغيدٍ طفل |
وَتَفْتَرُّ عَنْ كکلأُقْحُوَانِ بِرَوْضَة ٍ | جلتهُ الصبا والمستهلُّ من الوبل |
أَهِيمُ بِهَا: في كُلِّ مُمسًى وَمُصْبَحٍ، | وأُكْثِرُ دَعْواها إذا خَدِرَتْ رِجْلي |