لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ، | وَعَيْنِي بِجاري دَمْعِها تَتَرَقْرَقُ |
وكيفَ غداة َ البين وجدي، وكيف إذ | نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ شِدَّة ِ الوَجْدِ آرَقُ |
لأيقنت أنّ القلبَ عانٍ بذكركم، | وأَنِّي رَهِينٌ في حِبَالِكِ مُوثَقُ |
فصدتْ صدودَ الرئمِ، ثمّ تبسمتْ، | وقالت لتربيها: اسمعا، ليس يرفق! |
فقالت لها إحداهما: هو محسنٌ، | وأنتِ به، فيما ترى العينُ، أخرق |
وقالت لها الأخرى : ارجعيه بما اشتهى ، | فَإنَّ هَوَاهُ بَيِّنٌ حِينَ يَنْطِقُ |
شفعنض إليها حينَ أبصرنَ عبرتي، | وقلبي، حذارَ العين، منهنّ مشفق |
فلما تقضى الليلُ، قالت فتاتها: | أَرَى قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الحيُّ أَرْفَقُ |
وَعَضَّتْ عَلَى إبْهَامِها، وَتَنَكَّبَتْ | قَريبَاً، وَقَالَتْ: إنَّ شَرَّكَ مُلْحَقُ |
تبينُ هوى ً منا، وتبدي شمائلاً، | ووجهاً له من بهجة ِ الحسنِ رونق |
فَأَلْفَتْ لَهَا مِنْ خَالِصِ الوُدِّ وَالهَوَى | جَديداً، عَلَى شَحْطِ النَّوَى لَيْسَ يَخْلَقُ |
لدى عاشقٍ أحمى لها من فؤاده | عَلَى مَسْرَحٍ ذي صَفْوَة ٍ لا يُرَنَّقُ |
حلاها الهوى منه، فليس لغيرها | بِهِ مِنْ هَوَاهُ حَيْثُ نَحَّى مُعَلَّقُ |
تكادُ غداة َ البينِ تنطقُ عينهُ | بعبرته، لو كانت العينُ تنطق |