أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟ | سَائِلْ بِعَمْرِكَ أَيَّ ذاكَ کخْتَارَا؟ |
وإخالُ أنّ نواهمُ قذافة ٌ، | كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الفِرَاقِ مِرارا |
قال الرسولُ، وقد تحدر واكفٌ، | فَكَفَفْتُ مِنْهُ مُسْبِلاً مِدْرارا: |
أَن سِرْ فَشَيِّعْنا وَلَيْس بِنَازِعٍ | لَوْ شَدَّ فَوْقَ مَطِيَّهِ الأَكْوارا |
في حَاجَة ٍ جَهْدُ الصَّبابة ِ قَادَها | وبما يوافقُ للهوى الأقدارا |
قَامَتْ تَرَاءَى بِکلصِّفاحِ كأَنَّما | عَمْداً تُريدُ لَنَا بِذَاكَ ضِرارا |
فبدتْ ترائبُ من ربيبٍ شادنٍ، | ذَكَرَ المَقيل إلَى الكِنَاسِ فَصارا |
وجلتْ عشية َ بطنِ مكة إذ بدت، | وَجْهاً يُضيءُ بَيَاضُهُ الأَسْتَارا |
كَکلشَّمْسِ تُعْجِبُ مَنْ رَأَى ويزينُها | حسبٌ أغرُّ، إذا تريدُ فخارا |
سقيتْ بوجهكِ كلُّ أرضٍ جئتها، | وبمثلِ وجهكِ نستقي الامطارا |
لَو يُبْصِرُ الثَّقْفُ البَصِيرُ جبينَها | وَصَفَاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحَارَا |
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ، | وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا |
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً، | رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا |
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها | مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا |
تَشْفي الضَّجيع ببارِدٍ ذي رَوْنَقٍ | لو كانَ في غلسِ الظلامِ، أنارا |
فَسَقَتْكَ بِشْرَة ُ عَنْبَراً وَقَرَنْفُلاً | والزنجبيلَ، وخلطَ ذاكَ، عقارا |
والذوبَ من عسلِ الشراة ِ، كأنما | غصبَ الأميرُ تبيعهُ المشتارا |
وكأنّ نطفة َ باردٍ وطبرزداً | وَمُدَامَة ً قَدْ عُتِّقَتْ أَعْصارا |
تَجْري عَلى أَنْيَابِ بِشْرَة َ كُلَّما | طَرَفَتْ وَلاَ تَدْري بِذَاكَ غِرَارا |
يروى به الظمآنُ، حينَ يشوفه | لذَّ المقبلِ، بارداً، مخمارا |
ويفوزُ من هي في الشتاءِ شعاره، | أَكْرِمْ بِهَا دُونَ اللّحافِ شِعارا |
جودي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلهِ، | لم يقضِ منكِ بشيرة ُ الأوطارا |
وإذا ذَهَبْتُ أَسومُ قَلبي خُطِّة ً | مِنْ هَجْرِها أَلْفَيْتُهُ خَوَّارا |
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ حِينَ أُسومُها | والقلبُ هاجَ لذكرها استعبارا |
فبتلك اهذي ما حييتُ صبابة ً، | وبها، الغداة َ، أشببُ الأشعارا |
من ذا يُواصلُ إنْ صَرَمْتِ حِبالَنا | أَمْ مَنْ نُحَدِّثُ بَعْدَكِ الأَسْرَارا |
هيهات منكِ قُعَيْقِعانُ وأهلُها | بالحَزنَتينِ، فشطَّ ذاك مَزارا! |