لَقَدْ أَرْسَلَتْ في السِّرِّ لَيْلَى تَلُومُني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَدْ أَرْسَلَتْ في السِّرِّ لَيْلَى تَلُومُني | وتزعمني ذا ملة ٍ طرفاً جلدا |
تقولُ: لقد اخلفتنا ما وعدتنا، | وَبِاللَّهِ ما أَخْلَفْتُهَا طَائِعاً وَعْدا |
فقلتُ مروعاً للرسول الذي أتى : | تَرَاهُ لَكَ الوَيْلاَتُ من أَمْرِها جِدَّا |
إذا جِئْتَها فَکقْرَ السَّلاَمَ وَقُلْ لَهَا: | ذَرِي الْجوَرَ لَيْلَى وَکسْلُكي مَنْهَجاً قَصْدا |
تعدينَ ذنباً، انتِ، ليلى ، جنيته | عَلَيَّ وَلا أُحْصي ذُنُوبَكُمُ عَدا |
أفي غَيْبتي عَنْكُمْ لَيالٍ مَرِضْتُها | تزيدينني، ليلى ، على مرضي جهدا؟ |
تَجَاهَلُ ما قَدْ كَانَ لَيْلَى كأنَّما | أُقاسي بِهَا مِنْ حَرَّة ٍ حُجراً صَلْدا |
فلا تحسبي أني تمكثتُ عنكمُ، | وَنَفْسي تَرَى مِنْ مَكْثها عَنْكُمُ بُدَّا |
ولا أنّ قلبي الدهرَ يسلى حياته، | ولا رائمٌ، يوماً، سوى ودكم ودا |
الا فاعلمي أنا أشد صبابة ص، | وأصدقُ عندَ البينِ من غيرنا عهدا |
غداً يُكْثِرُ الباكون منَّا وَمِنْكُمُ | وتزدادُ داري من دياركمُ بعدا |
فإن تصرميني لا أرى الدهرَ قرة ً | لعيني، ولا ألقى سروراً ولا سعدا |
فَإنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّساءَ سِوَاكُمُ | وَإنْ شِئْتُ لَم أَطْعَم نُقاخاً ولا بَرْدا |
وإنْ شِئْتِ غُرْنَا نَحْوَكُمْ ثُمَّ لَم نَزَلْ | بمكة َ، حتى تجلسوا، قابلاً، نجدا |