تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا | وللدارُ، بعدَ غدٍ، أبعدُ |
إذا سلكتْ غمرَ ذي كندة ٍ، | معَ الركبِ قصدٌ لها الفرقدُ |
وحثَّ الحداة ُ بها عبرها، | سراعاً، إذا ما ونتْ تطرد |
هنالك، إما تعزى الفؤادُ، | وإما على إثرهمْ يكمد |
فليستْ ببدعٍ، لئن دارها | نَأَتْ فَکلْعَزَاءُ إذاً أَجْلَدُ |
صرمتُ، وواصلتُ، حتى علم | تُ: أينَ المصادرُوالموردُ |
وجربتُ من ذاكَ، حتى عرف | تُ ما أتوقى ، وما اعمد |
دَعَانيَ مِنْ بَعْدِ شَيْبِ القَذَا | |
وعينٌ تصابي وتدعو الفتى | لِمَا تَرْكُهُ لِلْفَتَى أَرْشَدُ |
فتلكَ التي شيعتها الفتاة ُ | إلى الخِدْرِ قَلْبِي بِهَا مُقْصَدُ |
تَقُولُ وَقَدْ جَدَّ مِنْ بَيْنِها | غداة َ غدٍ، عاجلٌ موفد: |
أَلَسْت مُشَيِّعَنا لَيْلَة ً | نُقَضِّي اللُّبَانَة َ أَو نَعْهَدُ |
فقلتُ: بلى ، قلّ عندي لكمْ | كلالُ المطيّ، إذا تجهدُ |
فَعودي إلَيْها فَقُولي لَهَا: | مَساءُ غَدٍ لَكُمُ مَوْعِدُ |
وآية ُ ذلكَ أن تسمعي، | إذا جِئْتُكُمْ ناشِداً يَنْشُدُ |
فَرُحْنَا سِراعاً وَرَاحَ الهَوَى | إلَيْها دَليلاً بِنا يَقْصِدُ |
فَلَمَّا دَنَوْنَا لجَرْسِ النُّباحِ | إذا الضوءُ، والحيُّ لم يرقدوا |
نأينا عن الحيِّ، حتى إذا | تودع من نارها الموقد |
وَنَامُوا بَعَثْنا لَها ناشِداً | وفي الحيِّ بغية ُ من ينشد |
فقامتْ، فقلتُ: بدتْ صورة ٌ، | مِنَ الشَّمْسِ شَيَّعَها الأَسْعَدُ |
فجاءت تهادى على رقبة ٍ، | من الخوفِ، أحشاؤها ترعد |
وَكَفَّتْ سَوَابِقَ مِنْ عَبْرَة ٍ | على الخدّ، جالَ بها الإثمد |
تَقُولُ وَتُظْهِرُ وَجْداً بِنا | ووجدي، وإن أظهرتْ، أوجد: |
لَمِمَّا شَقائي تَعَلَّقْتُكُمْ | وَقَدْ كَانَ لي عِنْدَكُمْ مَقْعَدُ |
عراقية ٌ، وتهامي الهوى ، | يَغُورُ بِمَكَّة َ أَوْ يُنْجِدُ |