يَا بَيْتَ عَاتِكَة َ الَّذِي أَتَعزَّلُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَا بَيْتَ عَاتِكَة َ الَّذِي أَتَعزَّلُ | حَذَرَ العِدَى ، وَبِهِ الفُؤَاد مُوَكَّلُ |
أَصْبَحْتُ أَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإِنَّنِي | قَسَماً إِلَيْكَ، مَعَ الصُّدُودِ لأَمْيَلُ |
ولقدْ نزلتَ منَ الفؤادِ بمنزلٍ | مَا كَانَ غَيْرُك وَالأَمانَة ِ يَنْزِلُ |
ولقدْ شكوتُ إليكَ بعضَ صبابتي | ولِمَا كَتَمْتُ مِنْ الصَّبَابَة ِ أَطْوَلُ |
فصددتُ عنكَ، وما صددتُ لبغضة ٍ | أَخْشَى مَقَالة َ كاشِحٍ لاَ يَعْقِلُ |
هَلْ عَيْشُنَا بِكَ فِي زَمَانِكَ رَاجِعٌ | فلقدْ تقاعسَ بعدكَ المعتلِّلُ |
إِنِّي إِذَا قُلْتُ اسْتَقَامَ يَحُطُّهُ | خلفٌ، كما نظرَ الخلافَ الأقبلُ |
لوْ بالَّذي عالجتُ لينَ فؤادهِ | فأبى يلينُ بهِ للانَ الجندلُ |
وتحنُّبي بيتَ الحبيبِ أودُّهُ | أُرْضِي البَغِيضَ بِهِ حَدِيثٌ مُعْضِلُ |
وَلَئِنْ صَدَدْتُ لأَنْتَ، لَوْلاَ رِقْبَتِي | أهوى منْ اللاَّئي أزورُ وأدخلُ |
إِنَّ الشَّبَابَ وعَيْشَنَا اللَّذَّ الَّذِي | كنَّا بهِ زمناً نسرُّ ونجدلُ |
ذَهَبَتْ بَشَاشَتُهُ وَأَصْبَحَ ذِكْرُهُ | حزناً يعلُّ بهِ الفؤادُ وينهلُ |
إِلاَّ تَذَكُّرَ مَا مَضَى وَصَبَابَة ً | مُنِيَتْ لِقَلْبِ مُتَمَّمٍ لاَ يَذْهَلُ |
أَوْدَى الشَّبَابُ وَأَخْلَقَتْ لَذَّاتُهُ | وَأَنَا الحَزِينُ عَلَى الشَّبَابِ المُعْوِلُ |
يبكى لما قلبَ الزَّمانُ جديدهُ | خَلَقاً، وَلَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ مُعَوَّلُ |
وَالرَّأْسُ شَامِلُهُ البَيَاضُ كَأَنَّهُ | بعدَ السَّوادِ بهِ الثَّغامُ المحولُ |
وَسَفِيهَة ٍ هَبَّتْ عَلَيَّ بِسُحْرة ٍ | جهلاً تلومُ على الثَّواءِ وتعذلُ |
فَأَجَبْتُهَا أَنْ قُلْتُ: لَسْتِ مُطَاعَة ً، | فَذَرِي تَنَصُّحَكِ الَّذِي لاَ يُقْبَلُ |
إنِّي كفاني أنْ أعالجَ رحلة ً | عُمَرٌ وَنَبْوَة َ مَنْ يَضَنُّ وَيَبْخَلُ |
بِنَوَالِ ذِي فَجْرٍ تَكُونُ سِجَالُهُ | عمماً، إذا نزلَ الزَّمانُ الممحلُ |
مَاضٍ عَلَى حَدَثِ الأُمُورِ كَأَنَّهُ | ذو رونقٍ عضبٌ جلاهُ الصَّقيلُ |
تبدي الرّجالُ، إذا بدا إعظامهُ | حذرَ البعاثِ هوى لهنَّ الأجدلُ |
فَيَرَوْنَ أَنَّ لَهُ عَلَيْهِمْ سَوْرَة ً | وفضيلة ً سبقتْ لهُ لا تجهلُ |
متحمِّلٌ ثقلَ الأمورِ، حوى له | سَبْقَ المَكَارِمِ سَابِقٌ مُتَمَهِّلُ |
وَلَهُ إِذَا نُسِبَتْ قُرَيْشٌ مِنْهُمُ | مجدُ الأرومة ِ والفعالُ الأفضلُ |
وَلَهُ بِمَكَّة َ، إِذْ أُمَيَّة ُ أَهْلُهَا، | إِرْثٌ إِذَا عُدَّ القَدِيمُ، مُؤَثَّلُ |
أغنيتْ قرابتهُ وكانَ لزومهُ | أَمْراً أَبَانَ رَشَادَهُ مَنْ يَعْقِلُ |
وسموتُ عنْ أخلاقهمْ فتركتهم | لنداكَ، إنَّ الحازمَ المتحوِّلُ |
ولقدْ بدأتُ أريدُ ودَّ معاشرٍ | وَعَدُوا مَوَاعِدَ أُخْلِفَتْ إِذْ حُصِّلُوا |
حَتَّى إِذَا رَجَعَ اليَقِينُ مَطَامِعِي | يَأْساً، وَأَخْلَفَنِي الَّذِينَ أُؤَمِّلُ |
زايلتُ ما صنعوا إليكَ برحلة ٍ | عجلى ، وعندكَ عنهمُ متحوَّلُ |
وَوَعَدْتَنِي فِي حَاجَتِي فَصَدَقْتَنِي | ووفيتَ إذْ كذبوا الحديثَ وبدَّلوا |
وشكوتُ غرماً فادحاً فحملتهُ | أخرى يربُّ بها نداكَ الأولُ |
فلأشكرنّ لكَ الَّذي أوليتني | شُكْراً تَحُلُّ بِهِ المَطِيُّ وَتَرْحَلُ |
مِدَحاً تَكُونُ لَكُمْ غَرَائِبُ شِعْرِهَا | مبذولة ً، ولغيركمْ لا تبذلُ |
فإذا تنخَّلتُ القريضَ فإنَّهُ | لكمُ يكونُ خيارُ ما أتنخَّلُ |
أثني عليكمْ ما بقيتُ فإنْ أمتْ | تَخْلُدْ غَرَائِبُهَا لَكُمْ تَتَمَثَّلُ |
ولعمرُ منْ حجَّ الحجيجُ لبيتهِ | تهوي بهمْ قلصُ المطيَّ الذُّملُ |
إِنَّ کمْرَأً قَدْ نَالَ مِنْكَ قَرَابَة ً | يَبْغِي مَنَافِعَ غَيْرِهَا لَمُضَلَّلُ |
تعفو إذا جهلوا بحلمكَ عنهمُ | وتنيلُ إنْ طلبوا النَّوالَ فتجزلُ |
وتكونُ معقلهمْ إذا لمْ ينجهمْ | مِنْ شَرِّ مَا يَخْشَوْنَ إِلاَّ المَعقِلُ |
حتَّى كأنَّكَ يتَّقى بكَ دونهمْ | منْ أسدِ بيشة ََ خادرٌ متبسِّلُ |
وَأَرَاكَ تَفْعَلُ مَا تَقُولُ، وَبَعْضُهُمْ | مذقُ الحديثِ يقولُ ما لا يفعلُ |
وأرى المدينة َ ينَ صرتَ أميرها | أَمِنَ البَرِيءُ بِهَا وَنَامَ الأَعْزَلُ |