أَقْوَتْ رُوَاوَة ُ مِنْ أَسْمَاءَ فَالسَّنَدُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَقْوَتْ رُوَاوَة ُ مِنْ أَسْمَاءَ فَالسَّنَدُ | فَالسَّهْبُ فَالقَاعُ مِنْ عَيْرَيْنِ فَالجُمُدُ |
فعرشُ خاخٍ قفارٌ غيرَ أنَّ بهِ | رَبْعاً أَقَامَ بِهِ نُؤْيٌ وَمُنْتَضَدُ |
وسجَّدٌ كالحماماتِ الجثومِ بهِ | وملبدٌ منْ رمادِ القدرِ ملتبدُ |
وَقَدْ أَرَاهَا حَدِيثاً وَهْيَ آهِلَة ٌ | بها تواصلَ ذاكَ الجزعُ فالعقدُ |
إِذِ الهَوَى لَمْ يُغَيِّرْ شَعْبَ نِيَّتِهِ | شكسُ الخليقة ِ ذو قاذورة ٍ وحدُ |
يظلُّ وجدا وإنْ لمْ أنو رؤيتها | كأنَّهُ إذْ يراني زائراً كمدُ |
فيا لها خلَّة ً لوْ أنَّها بهوى ً | مِنْهَا تُثِيبُكَ بِالوَجْدِ الَّذِي تَجدُ |
قَامَتْ تُرِيكَ شَتِيتَ النَّبْتِ ذَا أُشُرٍ | كَأَنَّهُ مِنْ سَوَارِي صَيِّفٍ بَرَدُ |
أَهْدَى أَهِلَّتَهُ نَوْءُ السِّمَاكِ لَهَا | حتَّى تناهتْ بهِ الكثبانُ والجردُ |
ومقلتي مطفلٍ فردٍ أطاعَ لها | بقلٌ ومردٌ ضفا،مكَّاؤهُ غردُ |
يزين لَبَّتَهَا دُرٌّ تَكَنَّفَهُ | نظامهُ فأجادوا السَّردَ إذْ سردوا |
درٌّ وشذرٌ وياقوتٌ يفضِّلهُ | كأنَّهُ إذْ بدا جمرُ الغضا يقدُ |
وقدْ عجبتُ لما قالتْ بذي سلمٍ | وَدَمْعُهَا بِسَحِيقِ الكُحْلِ يَطَّرِدُ |
قَالَتْ: أَقِمْ لاَ تَبِنْ مِنَّا، فَقُلْتُ لَهَا | إِنِّي، وَإِنْ كُنْتُ مَلْعوُجاً بِيَ الكَمَدُ |
لتاركٌ أرضكمْ منْ غيرِ مقلية ٍ | وزائرٌ أهلَ حلوانٍ وإنْ بعدوا |
إِنِّي وَجدِّكِ يَدْعُونِي لأَرضِهمُ | قربُ الأواصرِ والرِّفدُ الَّذي رفدوا |
كذاكَ لا يزدهيني عنْ بهي كرمٍ | ولوْ ضننتُ بهنَّ البدَّنُ الخردُ |
بلْ ليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مدركة ٍ | وَكُلُّ مَا دُونَهُ لَيْتٌ لَهُ أَمَدُ |
هل تبلغنِّي بني مروانَ، إنْ شحطتْ | عَنِّي دِيَارُهُمُ، عَيْرانَة ٌ أُجُدُ |
عِيدِيَّة ٌ عُلِفَتْ، حَتَّى إِذَا عَقَدَتْ | نَيًّا، وَتَمَّ عَلَيْهَا تَامِكٌ قَرِدُ |
قَرَّبْتُهَا لِقُتُودِي وَهْيَ عَافِيَة ٌ | كالبرجِ، لمْ يعرها منْ رحلة ٍ عمدُ |
يَسْعَى الغُلاَمُ بِهَا تَمْشِي مُشَنَّعَة ً | مشي البغيِّ رأتْ خطَّبها شهدوا |
تُرْعَدُ، وَهْيَ تُصَادِيهِ، خَصَائِلُهَا | كَأَنَّمَا مَسَّهَا مِنْ قِرَّة ٍ صَرَدُ |
حَتَّى شَدَدْتُ عَلَيْهَا الرَّحْلَ فَانجَرَدَتْ | مرَّ الطَّليمِ شأتهُ الأبدُ الشُّردُ |
وَشْوَاشَة ٌ، سَوْطُهَا النَّقْرُ الخَفِيُّ بها، | ووقعها الأرضَ تحليلٌ إذا تخدُ |
كَأَنَّ بَوًّا أَمَامَ الرَّكْبِ تَتْبَعُهُ | لَهَا نَقُولُ هَوَاهَا أَيْنَمَا عَمَدُوا |
تَنْسَلُّ بِالأَمْعَزِ المَرْهُوبِ لاَهِيَة ً | عنهُ إذا جزعَ الرُّكبانُ أو جلدوا |
كَأَنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بِالفَلاَة ِ إِذَا | لاحتْ أماعزها والآلُ يطَّردُ |
أوبُ يديْ سابحٍ في الآلِ مجتهدٍ | يهوي يقحِّمهُ ذو لجَّة ٍ زبدُ |
قَوْمٌ وِلاَدَتُهُمْ مَجْدٌ، يُنَالُ بِهَا، | منْ معشرٍ ذكروا في مجدِ منْ ولدوا |
الأَكْرَمُونَ طَوَالَ الدَّهْرِ إِنْ نُسِبُوا | والمجندونَ إذا لا يجتدي أحدُ |
وَالمَانِعُونَ فَلاَ يُسْطَاعُ مَا مَنَعُوا | وَالمُنجِزُونَ لِمَا قَالُوا إِذَا وَعَدُوا |
والقائلونَ بفصلِ القولِ إنْ نطقوا | عِنْدَ العَزَائِمِ وَالمُوفُونَ إِنْ عَهِدُوا |
مَنْ تُمْسِ أفْعَالُهُ عَاراً فَإِنَّهُمُ | قومٌ إذا ذكرتْ أفعالهمْ حمدوا |
قومٌ إذا انتسبوا ألفيتَ مجدهمُ | مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ حَتَّى يَنْفَدَ الأَمَدُ |
إذا قريشٌ تسامتْ كانَ بيتهمُ | منها إليهِ يصيرُ المجدُ والعددُ |
لاَ يَبْلُغُ النَّاسُ مَا فِيهِمْ، إِذَا ذُكِرُوا، | مِ المَجْدِ إِنْ أَجْحَفُوا فِي المَجْدِ أَوْ قَصَدُوا |
همْ خيرُ سكَّانِ هذي الأرضِ نعلهمْ | لوْ كانَ يخبرُ عنْ سكَّانهِ البلدُ |
يَبْقَى التُّقَى وَالغِنَى فِي النَّاسِ ما عَمِرُوا | وَيُفْقَدَانِ جَمِيعاً إِنْ هُمُ فُقِدُوا |
وما مدحتُ سوى عبد العزيزِ وما | عندي لحيِّ سوى عبدِ العزيزِ يدُ |
إنِّي رأيتَ ابن ليلى ، وهوَ مصطنعٌ، | مُوَفَّقاً أَمْرُهُ حَيْثُ انْتَوَى رَشَدُ |
أَقَامَ بِالنَّاسِ لَمَّا أَنْ نَبَا بِهِمُ | دونَ الإقامة ِ غورُ الأرضِ والنَّجدُ |
والمُجْتَدِي مُوقِنٌ أَنْ لَيْسَ مُخْلِفَهُ | سَيْبُ ابْنِ لَيْلَى الَّذي يَنْوِي وَيَعْتَمِدُ |
لوْ كانَ ينقصُ ماءَ النِّلِ نائلهُ | أمسى وقدْ حانَ منْ جمَّاتهِ نفذُ |
يَبْنِي عَلَى مَجْدِ آبَاءٍ لَهُ سَلَفُوا | يَنْمَى لِمَنْ وَلَدُوا المَهْدُ الَّذِي مَهَدُوا |
يَحْمِي ذِمَارَهُمُ فِي كُلِّ مُفْظِعَة ٍ | كَمَا تَعَرَّضَ دُونَ الخِيسَة ِ الأَسَدُ |
صَقْرٌ، إِذَا مَعْشَرٌ يَوْماً بَدَا لَهُمُ | مِنَ الأَنَامِ وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ مَجَدُوا |
رَأَيْتَهُمْ خُشَّعَ الأَبْصَارِ هَيْبَتُهُ | كَمَا استَكَانَ لِضَوْءِ الشَّارِقِ الرَّمِدُ |