كم ألحمَ السَّيف في أبناءِ مَلحمة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم ألحمَ السَّيف في أبناءِ مَلحمة ٍ | ما منهمُ فوقَ ظهرِ الأرض دَيَّارُ |
وأوردَ النَّارَ منْ أرواحِ مارقة ٍ | كادَتْ تَمَيَّزُ مِنْ غَيْظٍ لَها النَّارُ |
كأنَّما صَالَ في ثِنْيَي مُفاضتِهِ | مُسْتَأْسِدٌ حَنِقُ الأَحْشاءِ هَرَّارُ |
لمَّا رأى الفِتْنة َ العَمياءَ قدْ رَحُبتْ | منها على الناسِ آفاقٌ وأقطارُ |
وَأَطْبَقَتْ ظُلْمٌ مِنْ فَوقِها ظُلمٌ | مَا يُسْتَضاءُ بِها نُورٌ ولا نارُ |
قادَ الجِيادَ إلى الأعْداءِ سارية ً | قُبَّاً طَواها كطَيِّ الْعَصْبِ إِضْمَارُ |
ملمومة ً تتبارى في مُلملمة ٍ | كأَنَّها، لاعْتِدالِ الخَلْقِ، أَفْهارُ |
تَزْوَرُّ عِنْدَ احْتماسِ الطَّعْنِ أَعْيُنُها | وهنَّ منْ فرُجاتِ النَّقْعِ نُظَّارُ |
تفوتُ بالثأرِ أقواماً وتُدركهُ | منْ آخرينَ إذا لم يُدركِ الثارُ |
فانسابَ ناصرُ دينِ اللهِ يقدُمُهُمْ | وحَوْلَه مِنْ جنُودِ اللّهِ أَنصارُ |
كتائبٌ تتبارى حولَ رايتهِ | وَجَحْفَلٌ كسَوادِ اللَّيْلِ جَرَّارُ |
قومٌ لهمْ في مكرِّ الليلِ غمغمة ٌ | تَحْتَ الْعَجاجِ وَإِقْبالٌ وَإدْبارُ |
يستقدمونَ كراديساً مُكردسة ً | |
مِنْ كلِّ أَرْوَعَ لا يَرْعَى لِهاجِسَة ٍ | كأنهُ مخْدرٌ في الغيل هصًّارُ |
في قَسطَلٍ مِنْ عَجاج الحَرْبِ مُدَّ لَهُ | بينَ السَّماءِ وبينَ الأرضِ أستارُ |
فكمْ بساحتهمْ منْ شِلوِ مُطَّرَحٍ | كأنَّهُ فوقَ ظهرِ الأرضِ إجَّارُ |
كأنَّما رَأسُهُ أَفْلاقُ حَنْظَلَة ٍ | وساعِداهُ إلَى الزَّنْدينِ جُمَّارُ |
وكم على النَّهْرِ أَوْصالاً مُقَسَّمة ً | تَقَسَّمَتْها المَنايا فَهْيَ أَشْطارُ |
قَدْ فُلِّقَتْ بِصَفيحِ الهِندِ هَامُهُمُ | فَهُنَّ بَينَ حَوَامي الخَيْلِ أَعْشارُ |