ألا مَن لهمٍّ آخر الليلِ مُعْتمِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا مَن لهمٍّ آخر الليلِ مُعْتمِ | طَواني، وأخْرى النَّجمِ لمَّا تَقَحَّمِ |
طواني وقد نامتُ عُيونً كثيرة | وسامرُ أخرى قاعدٌ لم يُنومِ |
لأحلامِ قَومٍ قد أرادوا محمّداً | بظلمٍ ومن لا يَتقي الظُلمَ يُظلمِ |
سَعَوا سَفَهاً واقتادَهُم سوءُ أمرِهمْ | على قائلٍ من أمرهمْ غيرِ مُحكمِ |
رَجاة َ أمورٍ لم ينالوا نِظامَها | وإنْ نَشَدوا في كلِّ بَدوٍ ومَوْسمِ |
تُرجُّونَ منَّا خُطَّة ً دونَ نَيْلِها | ضِرابٌ وطَعْنٌ بالوشِيجِ المقَوَّمِ |
تُرجُّون أنْ نَسخَى بقتْلِ محمدٍ | ولم تختضبُ سُمرُ العوالي من الذَّمِ |
كَذَبتُمْ وبيتِ الله حتى تَعرَّفوا | جَماجمَ تُلقَى بالحَطيمِ وزَمْزَمِ |
وتُقْطَعَ أرحامُوتَنْسى خَليلة ٌ | حَليلاً ويُفشَى مَحْرَمٌ بَعْدَ مَحْرَمِ |
وَ يُنهضَ قومٌ في الحديدِ إليكمو | يَذُبُّون عن أحسابِهم كلَّ مُجْرِمِ |
وظلمُ نبيٍّ جاءَ يدعو إلى الهُدى | وأمرٌ أتى من عندِ ذي العرشِ قيِّمِ |
همُ الأُسْدُ أُشْدُ الزّارتينِ إذا غدتْ | على حَنقٍ لم يُخشَ إعلامُ مُعلمِ |
فيا لبني فِهْرٍ أَفيقوا، ولم نَقُمْ | نوائحُ قَتْلى تدَّعي بالتَّندُّمِ |
على ما مَضى من بَغْيِكُم وعُقوقِكُمْ | وغشيانِكُمْ من أمرِنا كلَّ مَأثمِ |
فلا تَحسِبونا مُسْلميهِ، ومثلُهُ | إذا كان في قومٍ فليس بمُسْلَمِ |
فهذي معاذيرٌ وتَقْدِمة ٌ لكُمْ | لكي لا تكونَ الحربُ قبلَ التقدُّمِ |