أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا | وَأصْبَحُوا مِنْ قَرِيِّ الخَيلِ غادِينَا |
قادتهمُ نية ٌ للبينِ شاطنة ٌ | يا حَبّ للبَينِ، إذْ حلّتْ بِهِ، بِينَا |
قَدْ كانَ قَلبُكَ لِلأُلاّفِ ذا طَرَبٍ | صبا يكلفُ جيراناً مظاعينا |
إنْ تلقها في اعتلالٍ ترضَ علتها | أوْ زينتْ زادها في العينِ تزيينا |
مالَتْ كمَيْلِ النَّقا لَيستْ إذا جُلِيَتْ | منْ رضعِ تيمٍ ينطقنَ البواسينا |
ينهى العواذلَ يأسٌ منْ ملامتنا | و العيسُ عرضَ الفجاجِ الغبرِ يخدينا |
تخالهنَّ نعاماً هاجهُ فزعٌ | أوْ زنبرياً زهتهُ الريحُ مشحونا |
يلقى صراريهُ والموجُ ذو حدبٍ | يَلْقُونَ بِزّتَهُمْ إلاّ التْبَابِينَا |
كأنَّ حاديها لما أضربها | بازٍ يصعصعُ بالسهبا قطاً جونا |
لَمْا أتَيْنَ عَلى حَطّابَتَيْ يَسَرٍ، | أبدى الهوى منْ ضميرِ القلبِ مكنونا |
وَشَبّهَ القَوْمُ أطْلالاً، بأسْنمَة ٍ، | ريشَ الحمامِ فزدنَ القلبَ تحزينا |
دارٌ يُجَدِّدُها تَهْطالُ مُدْجِنَة ٍ، | بالقَطْرِ حِيناً وَتَمحُوها الصَّبا حِينَا |
قدْ بُدِّلتْ ساكنَ الآرَامِ بَعدَهُمُ، | وَالبَاقِرَ الخُنْسَ يَبْحَثْنَ المَآرِينَا |
إنْ يَلْتَمِسْ عَبْدُ تَيْمٍ في مُرَافعتي | رِيحاً فَقَدْ أصْبَحَ التّيميُّ مَغْبُونَا |
لاقَى قَنَاتيَ مِضْرَاراً عَشَوْزَنَة ً، | لمْ يلقَ في متنها وصماً ولا لينا |
يا تَيْمُ، إنّ تَمِيماً لَنْ تَزِيدَكُمُ | إلاّ الهَوَانَ، فَأيَّ الخَيرِ تَبْغُونَا |
لمْ تشكروا نمراً إذْ فككمْ نمرٌ | و ابنا قريعٍ منَ الحي اليمانينا |
تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ | و التيمُ يومئذٍ فيهمْ ولا فينا |
لولا تميمٌ وكرُّ الخيلِ ضاحية ً | يا تَيمُ! لمْ تَعرِفُوا أنْقَاءَ وَهبِينَا |
بو سرتَ تبغي ثر قومٍ ذوي حسبٍ | لَمْ تَلْقَ للتَيْمِ أحْسَاباً وَلا دِينَا |
تلقى أخا التيمِ مخضراً جحافلهُ | مُعَذَّراً بعِذارِ اللّؤمِ، مَرْسُونَا |