أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا، | وَمَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ، يا أُمَامَا |
إذا سَفَرَتْ، فَمَسْفَرُهَا جَمِيلٌ، | و يرضى العينَ مرجعها اللثاما |
ترى صديانَ مشرعة ً شفاءً | فجامَ وليسَ واردها وحاما |
أمنيتِ المنى وخلبتِ حتى َّ | تَرَكْتِ ضَمِيرَ قَلْبي مُسْتَهَامَا |
سقى الأدمى بمسبلة ِ الغوادي | وَسُلْمَانِينَ مُرْتَجِزاً رُكَامَا |
سَمِعْتُ حَمَامَة ً طَرِبَتْ بِنَجْدٍ، | فما هجتَ العشية َّ يا حماما |
مُطَوَّقَة ً، تَرَنَّمُ فَوْقَ غُصْنٍ، | إذا ما قلتُ مالَ بها استقاما |
سقى اللهُ البشامَ وكلَّ أرضٍ | مِنَ الغَوْرَيْنِ أنْبَتَتِ البَشَامَا |
كَأنّكَ لَمْ تَسِرْ بِجَنُوبِ قَوٍّ، | و لمْ تعرفْ بناظرة َ الخياما |
عرفتُ منازلاً بجمادِ قوٍّ | فَأسْبَلْتُ الدّمُوعَ بِهَا سِجَامَا |
وَلا أنْسَى ضَرِيّة َ وَالرِّجَامَا | وَقَدْ تَرَكَ الوَقُودُ بِهِنّ شَامَا |
وقفتُ على َ الديارِ فذكرتني | عهوداً منْ جعادة َ أوْ قطاما |
أظاعنة ٌ جعادة ُ لمْ تودعْ | أحبُّ الظاعنينَ ومنْ أقاما |
فقلتُ لصحبتي وهمُ عجالٌ | بِذي بَقَرٍ: ألا عُوجُوا السّلامَا |
صِلُوا كَنَفي الغَدَاة َ وَشَيّعُوني، | فانَّ عليكمُ منيَّ زماما |
فَقَالوا: مَا تَعُوجُ بِنَا لِشَيء، | إذا لمْ تلقهمْ إلاَّ لماما |
مِنَ الأُدَمَى أتَيْنَكَ مُنْعَلاتٍ | يُقَطِّعْنَ السّرَائِحَ، وَالخِدامَا |
فليتَ العيسَ قدْ قطعتْ بركبٍ | و عالاً أوْ قطعنَ بنا صواما |
كأنَّ حداتنا الزجلينَ هاجوا | بخبتٍ أو سماوتهِ نعاما |
تخاطرُ بالأدلة أمُّ وحشٍ | إذا جَازُوا تَسُومُهُمُ الظِّلامَا |
مخفقة ً تشابهُ حينَ يجري | حبابُ الماءِ وارتدتِ القتاما |
تَرَى رَكْبَ الفَلاة ِ، إذا عَلَوْهَا، | على َ عجلٍ وسيرهمُ اقتحاما |
إذا نَشَزَ المَخَارِمَ في ضُحَاها، | حَسِبْتَ رِعَانَهَا حُصُناً قِيَامَا |
أبِيتُ اللّيْلَ أرْقُبُ كُلَّ نَجْمٍ، | مُكَابَدَة ً لِهَمّيَ وَاحْتِمَامَا |
مشيتَ على َ العصا وحنونَ ظهري | و ودعتُ المواركَ والزماما |
و كيفَ ولا أشدُّ حبالَ رحلٍ | أرُومُ إلى زِيارَتِكِ المَرَامَا |
منَ العيديَّ في نسبِ المهاري | تُطِيرُ عَلى أخِشّتِهَا اللُّغَامَا |
وَتَعْرِفُ عِتْقَهُنّ عَلى نُحُولٍ، | وَقَدْت لَحِقَتْ ثَمَائِلَهَا انْضِمَامَا |
كَأنّ عَلى مَنَاخِرِهِنّ قُطْناً، | يطيرُ ويعتممنَ بهِ اعتماما |
أمِيرُ المُؤمِنِينَ قَضَى بِعَدْلٍ، | أحَلَّ الحِلّ، وَاجْتَنَبَ الحَرَامَا |
أتمَّ اللهُ نعتمهُ عليكمْ | وَزَادَ الله مُلْكَكُمُ تَمَامَا |
و باركَ في مسيركم مسيراً | و باركَ في مقامكمُ مقاما |
بِحَقّ المُسْتَجِيرِ يَخَافُ رَوْعاً، | إذا أمْسَى بِحَبْلِكَ أنْ يَنَامَا |
فيا ربَّ البرية ِ أعطِ شكراً | وَعَافِيَة ً، وَأْبْقِ لَنَا هِشَامَا |
و ثقنا بالنجاحِ إذا بلغنا | إمَامَ العَدْلِ وَالمَلِكَ الهُمَامَا |
عطاءُ اللهِ ملككَ النصارى | وَمَنْ صَلّى لقِبْلَتِهِ، وصَامَا |
تعافي السامعينَ إذا أطاعوا | و لكنَّ العصاة َ لقوا غراما |
و كانَ أبوكَ قدْ علمتْ معدٌّ | يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الكُرَبَ العِظَامَا |
و قدْ وجدوكَ أكرمهمْ جدوداً | إذا نُسِبُوا، وَأثْبَتَهُمْ مَقَامَا |
و تحرزُ حينَ تضربُ بالمعلى | منَ الحسبِ الكواهلَ والسناما |
إلى المهديَّ نفزعُ إنْ فزعنا | وَنَسْتَسقي، بِغُرّتِهِ، الغَمَامَا |
و ما جعلَ الكواكبَ أو سهيلاً | كَضَوْء البَدْرِ يَجْتَابُ الظّلامَا |
و حبلُ اللهِ تعصمكمْ قواهُ | فلا تحشى لعروتهِ انفصاما |
وَيَحْسَرُ مَنْ تَرَكْتَ فلَم تُكَلِّمْ، | وَيغْبَطُ مَنْ تُرَاجِعُهُ الكَلامَا |
رضينا بالخليفة ِ حينَ كنا | لهُ تبعاً وكانَ لنا إماما |
تباشرتِ البلادُ لكمْ بحكمٍ | أقامَ لنا الفرائضَ واستقاما |
و ريشي منكمُ وهوايَ فيكمْ | وَإنْ كَانَتْ زِيَارَتُكُمْ لِمَامَا |
و قيتَ الحتفَ منْ عرضِ المنايا | و لقيتَ التحية َ والسلاما |
لَقَدْ عَلِمَ البَرِيّة ِ، مِنْ قُرَيْشٍ | و منْ قيسٍ مضاربهُ الكراما |
نمماكَ الحارثانِ وعبدُ شمسٍ | إلى العَلْيَا، فَعِزُّكَ لَنْ يُرَامَا |
سيوفُ الخالدينَ صدعنَ بيضاً | عَلى الأعْداء في لَجِبٍ وَهَامَا |
وَسَيْفُ بَني المُغِيَرة ِ لَمْ يُقَصِّرْ؛ | سيوفُ اللهِ دوختِ الأناما |
رَأيْتُ المَنْجَنِيقَ، إذَا أصَابَتْ | بِنَاءَ الكُفْرِ، هَدّمَتِ الرُّخَامَا |