حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ | كالوحي في رقَّ الكتابِ المعجمِ |
طَلَلٌ تَجُرّ بِهِ الرّياحُ سَوَارِياً، | و المدجناتُ منَ السماكِ المرزمِ |
عَفّى المَنَازِلَ كُلُّ جَوْنٍ ماطِرٍ، | أوْ كلُّ معصفة ٍ حصاها يرتمي |
أصَرَمْتَ حَاجَتَكَ التي قَضّيْتَها، | وَ معَ الظعائنِ حاجة ٌ لمْ تصرمِ |
بقرٌ أوانسُ لمْ تصبْ غراتها | نبلُ الرماة ِ ولا رماحُ المستمى |
أخْلَفْنَ كُلَّ مُتَيَّمٍ مَنَّيْنَهُ، | و جفونَ منزلة ِ الرهينِ المغرمِ |
إنَّ البغيضَ لهُ منازلُ عندنا | ليستْ كمنزلة ِ المحبَّ المكرمِ |
ما نَظْرَة ٌ لَكَ يَوْمَ تَجْعَلُ دُونَها | فضلَ الرداءِ وتتقي بالمعصمِ |
و لقدْ قطعتُ مجاهلاً وَ مناهلاً | وَ جمامُ آجنها كلونِ الغدمِ |
وَإذا المُطَوَّقُ باضَ في أرْجائِها، | حُسِبَتْ نَقائِضُهُ فلاقَ الحَنتَمِ |
إنّ الوَلِيدَ خَلِيفَة ٌ لخَلِيفَة ٍ، | رَفَعَ البِنَاء عَلى البِنَاء الأعْظَمِ |
فَعَلا بِنَاؤكُمُ الّذِي شَرّفْتُمُ، | وَلَكُمْ أبَاطِحُ كُلّ وَادٍ مُفْعَمِ |
كمْ قدْ قطعتُ اليكَ منْ ديمومة ٍ | يهماءَ غفلُ ليلها كالأيهمِ |
وَتَرَكْتُ نَاجِيَة المَهارَى زاحِفاً، | بعدَ الزورة ِ والجلالِ الأحزمِ |
إنّ الوَلِيدَ هُوَ الإمَامُ المُصْطَفَى ، | بالنّصْرِ هُزّ لِوَاؤهُ، وَالمَغنَمِ |
ذُو العَرْشِ قَدّرَ أنْ تكونَ خَليفة ً،، | ملّكْتَ فَاعلُ على المَنَابِرِ وَاسْلَم |
وَرِثَ الأعِنّة َ وَالأسِنّة َ وَانْتَمَى | في بيتِ مكرمة ٍ رفيعِ السمِ |
و رأيتُ أبنية ً خوتْ وتهدمتْ | وَبِنَاءُ عَرْشِكَ خالِد لَمْ يُهْدَمِ |
تركَ النجاة َ وحلَّ حيثُ تمنعتْ | أعياصهُ ولكلَّ خيرٍ ينتمي |
عَرَفَ البَرِيّة ُ أنّ كُلّ خَلِيفَة ٍ | مِن فَرْعِ عِيصِكَ كالفَنيقِ المُقرَمِ |
خزمَ الأنوفَ وقادَ كلِ عمارة ٍ | صَعْبُ القِيادِ مُخاطِرٌ لَمْ يُخْزَمِ |
وَبَنُو الوَلِيدِ من الوَلِيدِ بمَنْزِلٍ، | كالبدرِ حفَّ بواضحاتِ الأنجمِ |
و لقدْ سمة تَ إلى النصارى سموة ً | رجفتْ لوقعتها جبالُ الديلم |
إنَّ الكنيسة َ كانَ هدمُ بنائها | قَسْراً، فَكَانَ هَزِيمة ً للأخْرَمِ |
فأراكَ ربكَ إذ كسرتَ صليبهمْ | نُورَ الهُدَى وَعَلِمتَ ما لم نَعْلَمِ |
و إذا الكتائبُ أعلمتْ راياتها | وَكأنّهُنّ عِتَاقُ طَيْرٍ حُوّمِ |
نطحَ الرؤوسَ بهامة ٍ ... فتفرقوا | عَنها وَعَظْمُ فَرَاشِها لمْ يُهزَمِ |
مِرْدى الحروبِ إذا الحرُوبُ توَقّدتْ، | وَحَياً إذا كَثُرَتْ عِمَادُ الرُّزّمِ |
إني منَ المتنصفينَ سجالكمْ | ينفخنَ منْ ثبجِ الفراتِ الأعظمِ |
أرجو سوابقَ ذي فواضلَ منهمُ | وَأخافُ صَوْلَة َ ذي شُبُولٍ ضَيغَمِ |
أشْكُو إلَيْكَ وَرُبّمَا تَكْفُونَني | عَضَّ الزّمانِ وَثِقْلَ دَينِ المَغرَمِ |
برُّ البلادِ مسخرٌ بحبي لكمْ | وَالبَحْرُ سُخّرَ بالجَوَارِي العُوّمِ |
و ترى الجفانَ يمدها قمعُ الذري | مدَّ الجداولِ بالأتيَّ المفعمِ |
و القدرُ تنهمُ بالمجالِ وترتمي | بالزَّوْرِ هَمْهَمَة َ الحِصَانِ الأدْهَمِ |